الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما
بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة، تقية، صالحة حقاً،ملتزمة كما تقول فحاول
إقناع والديك بزواجك منها، وذكرهما بقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها،
ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" (رواه البخاري ومسلم)،
وبين لهم أن الزواج بالمرأة المطلقة جائز شرعاً، ومطلوب واقعاً، لكثرة
المطلقات، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة امرأة، لم
يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها، ويمكنك أن تستعين على تحقيق
ذلك ببعض القارب وأهل الخير.
أما إذا لم يوافقوا وأصروا على الرفض فلك أن تتزوج بدون موافقتهما،
لأن طاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، وترك الزواج من امرأة الثيب
طاعة لهما ليس من المعروف.
وإن كنا ننصحك بالحرص على رضاهما، لأنهما بلا شك يريدان مصلحتك،
ورأيهما ناشئ عن تجربة وخبرة في الحياة، ولأنك لو تزوجت بغير رضاهما
فقدت برهما، وربما لا توفق في زواجك أيضاً.
فننصح بالاستشارة، والاستخارة، وتفهم حال الوالدين، والنظر إلى هذه
المسألة برؤية شاملة، وفقك الله لما فيه صلاحك.
وننبه الأخ السائل إلى أنه لا يجوز له التقرب من هذه المرأة من أجل
زيادة التوعية الدينية -كما يقول- فربما يؤدي اختلاطك بها إلى عواقب
وخيمة لا تحمد عقباها، فهذه أولى خطوات الشيطان التي نهانا الله عن
اتباعها وكل ذلك من استدارج الشيطان، وصدق الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان،
ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور:
21].
أما خوفك على تلك المرأة: فتوكل على الله، وادع الله لها بالثبات،
والظاهر مما قلته أن تلك المرأة تابت توبة صحيحة ويحيطها بعض الأخوات
بالنصح والرعاية، ويمكنك أن تحضر لها بعض الكتيبات والأشرطة الدعوية
المتنوعة، والله نسأل أن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك.
من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.