الإجابة:
علم الغيب خاص بالله تعالى؛ لقوله تعالى: {قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ} [النمل:65]، وقوله:
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً
وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ
السُّوءُ} [الأعراف:118].
لكنه سبحانه يطلع من يشاء من عباده كالملائكة والأنبياء والمرسلين على
ما شاء من غيبه؛ لقوله تعالى: {عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ
ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ رَصَداً}، ومن ذلك ما أنزله الله على رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم من الوحي ومنه القرآن، وكذلك شأن الله مع أنبيائه
ورسله السابقين غير أن علمهم ذلك ليس لهم من أنفسهم، بل بإعلام الله
إياهم.
ثم إن هذه النصوص لا تدل على أن الله تعالى علمهم كل غيب، وإنما تدل
على أنه علمهم ما شاء منه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر
(العقيدة).