نعم، كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر أربعاً، ويصلي قبلها أربعاً، ثنتين ثنتين يسلم من كل ثنتين، وبعد الظهر ركعتين راتبة، ومن صلى أربعاً فهو أفضل بعد الظهر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من حافظ على أربع قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار)، و يقول -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرئ صلى أربعاً قبل العصر)، فالأفضل قبل العصر أربعاً، لكن ليست راتبة، بل مستحبة، يسلم من كل ثنتين؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، يعني يسلم من كل ثنتين هذا هو الأفضل، هذا هو السنة، بل يتعين في الليل؛ لأن الأحاديث صحيحة، صلاة الليل مثنى مثنى، وهو في معنى الأمر، أما في النهار ففيه خلاف بين أهل العلم، والذي ينبغي أيضاً أن يصلي ثنتين ثنتين في النهار أيضاً؛ لأن الزيادة في النهار زيادة صحيحة، رواه الخمسة أهل السنن الأربع والإمام أحمد بإسناد جيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، وإذا صلى أربعاً قبل الظهر، أو أربعاً قبل العصر كفت عن تحية المسجد، إذا صلى أربعاً قبل الظهر فقد أدى الراتبة، وتكفيه عن تحية المسجد، وهكذا إذا صلى أربعاً قبل العصر كفت عن تحية المسجد، وهكذا إذا صلى ركعتين قبل الفجر نوي بها الراتبة كفت عن تحية المسجد.