هل يُعتبر التحسُّر والتأسُّف على ما مضى أمرًا مذمومًا‏؟

السؤال: هل يُعتبر التحسُّر والتأسُّف على ما مضى مما لم يُدرك أمرًا مذمومًا‏؟‏ وما حكمة منع استعمال كلمة ‏(‏لو‏)‏‏؟‏

الإجابة

الإجابة: لا يجوز التحسُّر والتأسُّفُ على ما لم يدرك الإنسان إذا كان عمل السبب لحصوله ولم يحصل؛ فإنه لا يدري؛ لعل عدم حصوله خير له، ولأن هذا يدل على التسخُّط على قضاء الله وقدره؛ قال تعالى‏:‏ {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ‏} ‏[‏الحديد‏:‏ 22-23‏.‏‏]‏‏.‏
أما قوله‏:‏ لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا‏!‏ فقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ففي ‏"‏الصحيح‏"‏ عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ""‏احرص على ما ينفعُك، واستعن بالله، ولا تَعجِزَن، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل‏:‏ لو أني فعلتُ؛ لكان كذا وكذا، ولكن قُل‏:‏ قدَّرَ الله، وما شاء فعل‏.‏ فإنَّ ‏(‏لو‏)‏ تفتحُ عمل الشيطان‏"‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/2052‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏‏]‏‏.‏
فكلمة ‏(‏لو‏)‏ تفتح عمل الشيطان لما فيها من التأسُّف على ما فات والتحسُّر ولوم القدر، وذلك ينافي الصَّبر والرِّضى بالقضاء والقدر‏.‏ وأما قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏""‏لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ؛ ما سُقت الهديَ‏"‏ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏2/879‏)‏ من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو جزء من الحديث‏.‏‏]‏؛ فهو إخبار عن مستقبل، وليس فيه اعتراض على قدر؛ فهو إخبار عمَّا سيفعل في المستقبل لو حصل‏.