نصيحة لطالب العلم المبتدئ الذي يدرس الفقه

السؤال: بعض العلماء ينصح طالب العلم أن يتمذهب في بداية الطلب ويدرس كتباً في المذهب بالتدرج، فما رأيكم في هذه الطريقة؟ وبم تنصحون الحائر في الطريقة المثلى للتفقه في دين الله؟

الإجابة

الإجابة: إن الطالب لابد أن يتمذهب في بداية نشأته لأنه لا يمكن أن يولد مجتهداً، فهذا من المستحيلات، نحن نعلم أن الاجتهاد والتقليد يشتركان في كثير من الدوائر، فما من شخص منكم إلا له حظ من الاجتهاد وما من أحد من الأئمة المجتهدين إلا وله حظ من التقليد، فمالك رحمه الله مقلد في النقليات، من لم يلقه ما يدريه أنه صحابي، لا يعرف ذلك إلا بالتقليد، والشافعي كذلك له هذا الحظ من التقليد، فهو مقلد في النقليات، الجرح والتعديل واتصال الأسانيد وثبوت الصحبة وثبوت اللقي وإمكان اللقي والتواريخ هذه النقليات، هذه العلوم النقلية التي لا يمكن أن تتم إلا بالتقليد، وكل مجتهد فيها حتى لو كان من الأربعة الكبار فهو مقلد، مقلد في هذا الباب.

أما عوام الناس فما منهم أحد إلا وله حظ من الاجتهاد، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال: ما من أحد من العوام إلا له حظ من الاجتهاد يميز به من يستفتيه، إذا جاء إلى ملأ في المسجد يذهب إلى فلان يستفتيه من بينكم، وليس عليه علامة ولا شارة تدل على أنه هو المستفتى في هذا البلد، فكيف اختاره للاستفتاء؟ اختاره باجتهاد منه هو لأنه قطعاً لم ينزل عليه الوحي، فإذا القدر الذي يختار به الإنسان المذهب الذي يتمذهب به أو الشيخ الذي يدرس عليه أو المفتي الذي يستفتيه هذا قدر من الاجتهاد لا يمكن أن يقل عنه نصيب أحد منكم من الاجتهاد، وهذه بشارة لكنها بداية الاجتهاد، فلذلك لابد أن تعلموا أن الطالب في البداية لابد أن يدرس في مدرسة وهي مذهب من المذاهب، فيعرف من ذلك ما يقيم به فرض عينه، في البداية، ثم بعد ذلك إذا درس الخلاف وعرف الأدلة فالعمل بالراجح واجب لا راجح، لكن قبل أن يصل إلى هذه المرحلة لابد أن يحرص على أن لا يتزبب وهو حصير، لابد أن يحرص على الطلب والدراسة حتى يكون له رصيد يمكن أن يرجح من خلاله.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.