ما حكم الدراسة في معهد مختلط وذلك من أجل الشهادة

أكثر من مرة ذكرتم أن التعليم في هذه الأماكن لا يلزم، وعلى الإنسان أن يطلب المحل حتى ولو في الحلقات التعليمية، هذه الحلقات التعليمية التي تذكرون شيخ عبد العزيز ليس فيها شهادات، والشهادة اليوم كما تعلمون ضرورية ضرورية، وكثيرٌ من الناس لم يستطع أن ينال العيش؛ لأنه لا يحمل شهادة، فما توجيهكم لو تكرمتم؟

الإجابة

أنا لستُ أنكر هذا، أعرف أنهم يحتاجون إلى شهادة، ولكني أعتقد أنها ليست عذراً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ليست عذراً أن يختلط بالنساء ويتعلم مع النساء في مقاعد النساء، وليست عذراً أن يختلط بمن يشرك بالله ويعبد غيره، ويسمعه ما يغضبه وما يغضب الله عز وجل، فهو يحتاط لدينه، ويعمل ما يستطيع في سلامة دينه، ولو لم تحصل له الشهادة، فقد عاش الناس قروناً طويلة ليس عندهم هذه الشهادات، وما ماتوا وما هلكوا بسبب الجوع، بل أغناهم الله من فضله ويسر أمورهم، فبإمكانه أن يتعلم تعلماً خارجياً يحفظ به دينه، وأما الأعمال فيلتمس أعمال لا تحتاج إلى شهادات، والله سبحانه هو الذي يوفق جل وعلا، أما أن يبيع دينه بدنياه، ويتعاطى ما يكون سبباً لهلاكه وقسوة قلبه، وانحرافه عن الهدى بسبب حرصه على الشهادة الثانوية أو الجامعية فهذا كله فيما أعتقد ليس عذراً، والله المستعان. الواقع شيخ عبد العزيز قد يناقشنا في هذه القضية، أهل الشهادات اليوم هم الذين احتلوا تلكم المراكز التي تعنى بخدمة الدين والوطن وغيرهم كما يعلمُ الله بحالهم، لا بد للشيخ عبد العزيز من مناقشة واضحة في هذا. أنا أعلم هذا ولكنه ليس بعذر، إذا عرف ولاة الأمور أن الأخيار وأن الطيبين يتجنبون هذه المدارس تغيرت أحوالهم وغيروا أفكارهم، وفصلوا هؤلاء من هؤلاء، ولكن كما نرى بعض الناس ما عندهم مبالاة، جعلوها مختلطة فأطاعوا السفهاء وعصوا الله عز وجل في ذلك، لكن لعلهم إذا رأوا من الناس الجد والبعد عن هذه المدارس لعلهم يستجيبون لدعوة الحق، فيفصلون هؤلاء عن هؤلاء والله المستعان.