تفسير لحادثة دوران نعش بالميت في بلد من البلدان

حدثت ظاهرة عندنا وهي أن ميتاً كان يحمل على النعش ولكن النعش أصبح يجري لوحده، وأخذ يدور في جميع البلد، ولم يتمكن أحدُ من توقفه حتى شاء الله وأركبوه السيارة للذهاب إلى المقابر، ما تفسير هذه الظاهرة؟ هل كرامة من أولياء الله؟ أم خوف من الجليل؟ أم ليس لها علاقة بالعمل؟ أرجو إيضاح ذلك وأفيدونا

الإجابة

إن صح هذا الخبر فالظاهر والله أعلم أن هذا من عمل الشياطين الجن للتلبيس على الناس, أو إيهام أن هذا الرجل ولي من أولياء الله حتى يعبده الجهال من دون الله وحتى يعكفوا على قبره ويبنوا عليه المسجد ونحو ذلك, هذا هو الذي يظهر من حال هذا النعش الذي يدور وحده, فالظاهر أنه يحمله شياطين والشياطين يروننا ولا نراهم كما قال سبحانه:إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ فقد يحملون الشخص من بلد إلى بلد, ومن إقليم إلى أقليم, وقد يقفون في عرفات يلعبون بالناس ويوهمونهم الكرامة وهم أعداء الله, فلا ينبغي أن يغتر بهذا أبداً بل هذا من عمل الشياطين, وعمل فسقة الجن, للإيهام والتبليس, وقد يقصدون بهذا أن يوهموا الجهال أن صاحب النعش ولي من أولياء الله يعبد من دون الله ويدعى من دون الله كما يظنه الجهلة كما فعلوا مع البدوي ومع غير البدوي, وكما فعل الجهلة مع الحسين من أنه ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, وكما فعلوا مع الشيخ عبد القادر وغيره فعبدوهم من دون الله بزعم أنهم أولياء, وهذا من الجهل العظيم فإن العبادة حق الله وحده لا يجوز أبداً أن يعبد معه سواه لا مع الأنبياء ولا مع غير الأنبياء, فالعبادة حقه- سبحانه-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويقول- سبحانه-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء, فالشخص وإن طار في الهواء, وإن مشى على الماء, وإن فعل أي شيء مما يدعى الكرامة لا يعبد من دون الله, ولا يكون ولياً لله إلا إذا كان مطيعاً لله, تابعاً لشريعته, تاركاً لمحارمه متقيداً بالشرع في كل شئونه هذا هو ولي الله هذا هو المؤمن, ولكن مع ذلك لا يعبد مع الله, فالرسل أفضل من الأولياء وأعظم جاهاً عند الله ولا يعبدون, فالعبادة حق الله وحده كما قال المسيح لقومه: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ, فالمقصود أن العبادة حق الله لا تجوز لأحد من الناس, لا للأنبياء ولا لغير الأنبياء بل هي حق الله- سبحانه وتعالى- فهذه الإيهامات وهذه التلبيسات من الشياطين التي تقع بعض الأحيان في بعض الأقاليم والبلدان يجب الحذر منها والانتباه لها وأن كل شيء يخالف شرع الله لا يجوز أن نغتر به ولا أن يلتفت إليه, فإن سنة الله لعباده أن النعش لا يدور بنفسه لا بد أن يحمل فقد حملوا جنازة ...... الصحابة في النعوش ما دارت بأنفسها ولا سارت بأنفسها هذا كله من عمل الشياطين التي توهم به أن هذا شخص من أولياء الله حتى يعبد مع الله وحتى يعتقد فيه ما لا ينبغي إلا لله-سبحانه وتعالى-, والأموات مهما كانوا ومهما بلغوا من الفضل سواءً كانوا رسلاً, أو أنبياء, أو علماء, أو أولياء أو غير ذلك يجب أن يدعى لهم ويترحم عليهم يتبعون في الخير, أما أن يعبدوا مع الله فلا حق الرسل أن يتبعوا ويطاعوا, حق أولياء الله يترحم عليهم يدعى لهم بالمغفرة والرحمة, يسلك طريقهم الطيب الموافق لشرع الله, لكن لا يعبدوا مع الله لا يطلب منهم المدد والغوث, ولا يقال يا سيدي فلان انصرني, أو اشف مريضي, أو المدد هذا كله شرك بالله- سبحانه وتعالى- ولا يطاف بقبورهم, فهذا أيضاً شرك إذا طاف بالقبر, يدعوا صاحب القبر, أو يتقرب إلى صاحب القبر فهذا شرك بالله-عز وجل-, وإن طاف يتعبد به الله فهو بدعة منكرة ووسيلة للشرك نسأل الله العافية؛ لأن الطواف لا يكون إلا بالبيت العتيق لا بغيره من الأشياء, وهكذا لا يجوز أن يعتقد أن أحداً من الناس يتصرف في الكون يدبر, يحيي, يميت, يخلق, يرزق إلى غير هذا كله باطل ولا يكون إلا لله وحده- سبحانه وتعالى-.