حكم الذهاب إلى الأولياء وطلب الغوث منهم

كثرت في الآونة الأخيرة من خلال الرسائل التي تصلنا سؤال عن زيارة الأولياء والطلب منهم تفريج الكربات وقضاء الحاجات, العلماء مطالبون بنشر العلم الشرعي, فما واجب العلماء وطلبة العلم في هذا البيان في العقيدة الإسلامية

الإجابة

الواجب على أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس ما شرع الله لهم وما حرم عليهم، كما قال -جل وعلا-: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[آل عمران: 187]، فأخذ الله على أهل الكتاب وهو علينا أيضا عندما أخبرنا لنحذر ونقوم بالواجب، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ[البقرة: 159]، ثم قال سبحانه: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[البقرة: 160]، فأخبر -سبحانه- أنه لا يتوب إلا على من بين، تاب وأصلح وبين، فالواجب على جميع أهل العلم في كل مكان أن يبينوا للناس دينهم، وأن يحذورهم من الشرك والبدع والمعاصي، في الدروس في المحاضرات في النصائح في المساجد في الاجتماعات إلى غير هذا، في أي مكان يناسب في المسجد في الاجتماع في مناسبة زواج، أو وليمة أو غير ذلك، عندما يتيسر له البيان يوجه في أي مكان يتحرى الأماكن التي فيها الاجتماع حتى يبين للناس الحق، بالأدلة قال الله قال رسوله، قال الله كذا، قال الرسول كذا، ولا بأس أن يقول لهم كلام أهل العلم المعروفين حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح. فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات هذا من الشرك الأكبر، أو بالأصنام أو بالملائكة أو بالجن، هذا شرك أكبر. فالذي يأتي البدوي أو الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق أو يأتي أبا حنيفة أو مالك أو يأتي أي قبر يسأله يقول: انصرني أو اشفع لي، أو ارزقني أو أنا في جوارك أو بحسبك أو أغثني من هذا الظالم، أو ما أشبه ذلك هذا الشرك الأكبر، هذا فعل المشركين الأولين، وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[يونس: 18]، هذا فعلهم، قال تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر: 3]، ما قالوا ليخلقونا أو يرزقونا أو ينفعوننا، لا، يقولون: يشفعون لنا، يقربونا عند الله، هم يعرفون أن الله هو النافع الضار، ولكن يتقربون بهم ليشفعوا لهم عند الله، والله جعله شرك، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[يونس: 18]، وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[الزمر: 3]، سماهم كذبة كفرة، فالواجب على كل إنسان أن يتقي الله وأن يراقب الله، فلا يزور القبور للشرك، أما إذا زارها ليسلم عليهم وهم مسلمون، يزورهم يسلم عليهم ويدعو لهم لا بأس، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: (زورا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، فإذا زارهم للذكرى، ذكرى الموت ويدعو لهم فلا بأس، يسلم عليهم ويدعو لهم ويترحم عليهم هذا مشروع. أما أن يدعوهم من دون الله: يا سيدي فلان أغثني انصرني أنا في جوارك أنا في حسبك هذا شرك أكبر، أو قال هذا للملك: يا جبريل! يا إسرافيل! يا جني الظهيرة، يا جن محل كذا! يا جن محل كذا! هذا هو الشرك الأكبر، أو صنم معظم، أو صورة معظمة أو شجرة معظمة، يدعوه ويستغيث به هذا شرك المشركين قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى[النجم:19-20]، هذه آلهتهم، كانوا يدعون اللات: وهو رجل كان يلت السويق للحاج، فغلوا فيه لأنه رجل صالح، صاروا يدعونه، وبعضهم عبد الحجر التي كان يلتها عليها. والعزى: شجرة كانوا يدعونها ويستغيثون بها. ومناة: صخرة بين مكة والمدينة، فهذه آلة المشركين، وأصنام عند الكعبة كانت ثلاثمائة وستين صنما عند الكعبة يدعونها ويستغيثون بها ويتمسحون بها، حتى كسرها النبي يوم الفتح، وأزالها -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أن الواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء والعرب والعجم: توحيد الله، والإخلاص له، وتخصيصه بالعبادة، ولا يجوز لأحد أن يدعو الجن أو الملائكة أو الأولياء أو أصحاب القبور أو الأصنام أو الشجر أو الملك، كل ذلك شرك أكبر، لا يسأله لا يستغيث به لا ينذر له لا يذبح له. فلو قال: يا جبرائيل انصرني، أو يا إسرافيل، أو يا مالك خازن النار، أو يا نبي الله محمد، أو يا جبريل أو يا نوح أو يا عيسى كل هذا شرك أكبر، أو يا شيخ عبد القادر أو يا حسن أو يا أيها الصديق أو يا عمر أو يا عثمان كل هذا من الشرك الأكبر.