تفسير قوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ...

يسأل سؤالاً آخر أخونا عن تفسير قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَك

الإجابة

الآية واضحة يقول سبحانه: (حرمت عليكم الميتة) الميتة معروفة التي تموت حتف أنفها هذه حرام سواء كانت بقرة أو ناقة أو شاه أو ضبي أو أرنب أو دجاجة أو غير ذلك، والدم هو المسفوح الذي يسيل من البهيمة عند ذبحها وهكذا يسيل من الجروح هذا نجس ومحرم؛ لقوله: (سبحانه أو دماً مسفوحاً) أما الدم الذي يكون في العروق يكون داخل اللحوم هذا لا يحرم ولا حرج فيه، (ولحم الخنزير) الخنازير محرمة بإجماع المسلمين وإذا أكلها النصارى فإن أكلهم لها حرام عليهم ومنكر ولكنهم كفار لا يرعون لحدود الله ما يرعون حدود الله وما أهل لغير الله به كذلك الذي يذبح لغير الله كالتي تذبح للجن أو تذبح للأصنام أو للكواكب أو للزار يذبح شاه أو بقرة أو بعير يذبحه للجن يتقرب إليهم يخاف منهم أو يذبح للأصنام أو لأصحاب القبور يتقرب إليهم بالذبائح كما يفعل بعض الجهلة أو يذبحه للكواكب للثريا أو لكذا أو للشمس أو غير ذلك هذه يقال له ذبيحة ميتة يقال أهل لغير الله، لأنها نحرت لغير الله وسمي عليها غير الله سبحانه وتعالى، هذه ميتة مثل ذبائح المشركين، والمنخنقة هي التي تخنق بالحبل أو باليدين يخنقها إنسان مثل الحبل في رقبتها فانخنقت به وماتت أو خنقها غيرها جره عليها حتى ماتت هذه يقال لها منخنقة، وموقوذة هي التي تضرب بشيء ثقيل مثل شاة يضربونها بالخشب أو بالأحجار حتى ماتت هذه يقال لها موقوذة وهكذا لو ضربها بخشبة أو بالرمح بحافة الرمح سماها النبي وقيذة؛ لأنها ماتت بالمثقل بحافة وعرض الرمح مثلاً أو بخشبة أو بالحجرة سقط عليها أو باب سقط عليها حتى ماتت يقال لها وقيذة وموقوذة كل هذا محرم والمتردية، التي تسقط من جبل أو من سطح من طابق أعلى أو تسقط في حفرة أو بئر فتموت، والنطيحة هي التي تنطحها أختها عنز نطحتها عنز خروف نطحها خروف بقرة نطحتها بقرة ثور نطحه ثور وهكذا، فالمتناطحتان إذا ماتتا أو ماتت إحداهما فهي ميتة إلا أن تدرك وهي حية وتذكى تحل وهكذا الموقوذة وهكذا المتردية كلها إذا أدركها صاحبها أو إنسان مسلم أدركها وهي حية، ما بعد ماتت وذكاها حلت، وهكذا ما أكله السبع ما نيبه السبع الذيب و الأسد والنمر طعنها بنابه ولكن أدركها صاحبها حية ثم ذبحها فإنها تحل أيضاً وهكذا ما ذبح على النصب ما ذبحه الكفار على أصنامهم لأصنامهم يذبحونه تعظيماً لأصنامهم هذا مثل ما أهل به لغير الله، ميتة، لهذا قال بعده: (إلا ما ذكيتم) فما ذكي ذكاه المسلمون وهو حي فإنه حلال، وهكذا ما ذكاه أهل الكتاب اليهود والنصارى على والوجه الشرعي فإنه يحل إذا أدرك حياً قبل أن يموت إذا أدركه يتحرك رجله أو يده أو ذنبه يعني المقصود أدركه حياً.