صلة الرحم عبر الهاتف

هل يكفي أن أصل رحمي عبر الهاتف، أم لا بد من الذهاب إليهم؟

الإجابة

هذا يختلف إذا كان الذهاب الضروري فلا بد من ذلك، وإلا فالهاتف والمكاتبة تكفي والحمد لله، السؤال عنهم من طريق التلفون من طريق المكاتبة من طريق الزيارة كل هذا طيب، لكن إذا دعت الحاجة إلى الذهاب إليهم لمواساتهم أو لمرضهم أو نحو ذلك، فمن صلة الرحم الذهاب إليهم، إذا كان مقعد ولا يتيسر صلته إلا بزياته تزوره، أو مريض تزوره، وإذا تيسرت صلته من دون زيارة بالمكاتبة مع صلته إذا كان فقيراً ومواساته، وإعطاء حاجته مع المكاتبة فلا بأس، فاتقوا الله ما استطعتم، وإذا ما تسيرت المكاتبة وتسيرت المكالمة الهاتفية وتيسرت الزيارة بالنفس تزوره بنفسك، وإلا فبوكليك ترسل له الحاجة، ترسله بواسطة الوكيل، المقصود أن الإنسان يتقي الله ما استطاع، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها). ولما خلق الله الرحم قالت: (يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة)، هكذا جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح، تقول الرحم لما خلقها الله: (هذا مقامُ العائذ من القطيعة، فقال لها جل وعلا: (ألا ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك)، فالله جل وعلا يصل من وصل رحمه، ويقطع من قطع رحمه، والخطر عظيم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، فالواجب الحذر، والقطيعة تكون بالإعراض وعدم المبالاة وعدم الصلة بالمال، ولا بالكلام الطيب ولا بالبدن فهذه قطيعة، والصلة بالمال أو بالكلام الطيب أو بالمكاتبة أو بالهاتف هذا كله صلة، والمؤمن يتحرى كمال الصلة، فالفقير يحتاج إلى زيادة مع الكلام ومع الزيارة البدنية يحتاج إلى زيادة بالمواساة المالية، لفقره سواء من الزكاة أو من غيرها، وهكذا الإنسان يقع في كربة، فمن صلة الرحم يسعى في فك كربته، فأي كربة كانت كربة دين، تسعى في قضاء دينه إذا كنت قادر، كربة السجن بحق تسعى في إطلاقه بالطريقة التي شرعها الله وأباحها، خائف تسعى في تأمينه بالطريقة التي تستطيعها إلى غير ذلك من وجوه الصلة.