الشهادتان تعصم الدم والمال

هل مجرد التلفُّظ بالشهادتين يعصم الإنسان ويعصم دمه وماله، وإذا انتفى عنه العلم بمدلول لا إله إلا الله وهو يرددها ليل نهار، هل تكفيه وهل تدخله الجنة وتنجيه من النار؟

الإجابة

لفظ لا إله إلا الله، ولفظ شهادة أن محمداً رسول الله، هاتان الشهادتان هما أصل الدين، هما أساس الملة، ومن أتى بهما وهو لا يقولهما قبل ذلك عصم دمه وماله وحكم بإسلامه، ثم ينظر ويعلم ويفقه فإن قبل الحق واستقام عرف صدقه، وإن أبى واستمر على كفره وشركه وعبادته الأصنام والأشجار والأحجار، وأصحاب القبور، أو استمر على استهزائه بالدين وسبه للدين أو غير هذا من نواقض الإسلام لم تنفعه هذه، يكون مرتداً، فهو يحكم بإسلامه أولاً ثم بمجيئه بما يخالف الإسلام وما يوجب الردة، يحكم بالردة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، فالشخص إذا نطق بالشهادتين فهو لا ينطق بها سابقاً حكم بإسلامه كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة في حديث أسامة وغيره، وحديث ابن عمر وحديث أبي هريرة وغير ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)، واللفظ الآخر: (إلا بحق الإسلام)، فالمقصود أنه إذا أتى بهذه الشهادة فإنه يعصم دمه وماله إذا كان لم يأت بهما قبل ذلك، ثم ينظر في أمره: فإن استقام على دين الله صار له حكم المسلمين، وإن أبى وبقي على كفره وضلاله لم تنفعه الشهادة بمجرد القول، فالمنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم قالوها ولم يعملوا بها، بل كفروا بها، كذبوا الله ورسوله، أو شكوا في دين الله، وهكذا الذين قال الله فيهم: ..قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ*لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. (55-66) سورة التوبة، أناس أظهروا الإسلام وشاركوا المسلمين في أعمالهم ولكن ظهر منهم الاستهزاء بالرسول وبالإسلام، فلهذا أنزل الله في حقهم: ..قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ*لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ... وقد أجمع العلماء على أن من أتى بناقض من نواقض الإسلام يحكم عليه بذلك الناقض وإن قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإن صلى وصام؛ لأن هذه الشهادة إنما تنفع إذا أدي حقها، أما إذا ضيع حقها لم تنفع قائلها. والله المستعان.