تشاجر مع صديقه، ثم مات قبل أن يُصالِحَه

السؤال: إنسان حدثت بينه وبين صديقه مشاجرة ولم يصالحه، وظلّ هكذا حتى توفى، فما حكم عمل ذلك الإنسان؟ وهل يظل معلقاً وبالتالي يدخل النار لذلك؟ علماً أنه كان يعلم الحديث الشريف الذي معناه أن عمل العبد يظل معلقاً حتى يصطلح مع من تشاجر معه؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أخطأ هذا المسلم في عمله؛ لأن الهجر له ضوابطه الشرعية، ولأن أنس بن مالك قال: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللّه إخواناً، ولا يحلّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ" (رواه البخاري)، وكذلك الحديث الذي أشار إليه الأخ، وهو ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من قوله: "تعرض الأعمال في كلّ يوم خميسٍ واثنين، فيغفر اللّه عزّ وجلّ في ذلك اليوم لكلّ امرئٍ لا يشرك باللّه شيئاً، إلاّ امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتّى يصطلحا، اتركوا هذين حتّى يصطلحا"، لذا فإني أنصح هذا الأخ بما يلي:

1 - التوبة الصادقة لارتكابه هذا الذنب ومخالفته النصوص الصريحة في ذلك، حيث يظهر أن هذا الهجر لم يكن من الهجر المشروع.

2 - الدعاء للميت وكثرة الاستغفار له؛ لأنه قصَّر في حقه، فلعل الله أن يعفو عنهما.

3 - إشاعة العفو بين الناس، وأن يكون قدوة في قوله وفعله، بدل أن كان قدوة غير حسنة في ذلك، وعليه بمراجعة الآيات والأحاديث الثابتة في ذلك ونشرها بين الناس، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.