حكم التكفير

جرى بيني وبين أحد الإخوة نقاش على النحو التالي: إذ سألته عن وجود الله تعالى، فقال: إن الله لا يتصف بالزمان ولا المكان! فاستدليت له بقول الله عز وجل: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[طه:5]، فقال: إنك كافر! إن الله ليس في السماء! ما حكم التكفير، وما حكم من يعتقد مثل هذه العقيدة، وكيف نصحح معتقد الناس؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا الرجل الذي قال لك هذا الكلام وأن الله ليس فوق العرش هو الكافر، هو الضال المضل؛ لأنه كذب الله وكذب رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فالله يقول جل وعلا: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) سورة طه، ويقول سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (54) سورة الأعراف، قال هذه سبحانه في سبعة مواضع من القرآن، وأخبر سبحانه أنه في السماء، قال: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءُ (16) سورة الملك، ولما جاء رجل بجارية إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يعتقها قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)، فالذي يقول أن الله ليس في السماء، أو ليس فوق العرش، كافر ضال، جهمي خبيث، والله يوصف بأنه في السماء، وأنه فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى، كما أخبر عن نفسه جل وعلا، فعليك أن تخبر من سألك عن هذا، وتقول له إن الله فوق العرش فوق جميع الخلق، قد استوى على العرش استواء يليق بجلاله سبحانه وتعالى لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا.