غسل وتطيب حصوات رمي الجمرات

أنا حجيت بوالدتي، والتقطت لها جمار من مزدلفة لجميع الرمي، فطلبت مني غسل الجمار وتطيبها، وقلت لها قد فعلت ذلك، وأنا كاذب، لأنه لا وقت عندي، فما حكم طلبها، لغسل الجمار وتطيبها، وما حكم كذبي على أمي، هل يقبل حجي أم لا؟

الإجابة

أما غسل الجمار وتطييبها هذا لا أصل له، لا تغسل ولا تطيب الجمار، تؤخذ ويرمى بها بس، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غسلها ولا طيبها - عليه الصلاة والسلام - وهو المقتدى به، وهو الأسوة عليه الصلاة والسلام وهو المشرع فلا يستحب غسل الجمار ولا تطييبها، بل يرمى بها، تؤخذ من التراب ويرمى بها، هذا هو المشروع، وأما كونه قال لأمه، قلت لأمك أيها السائل أنك فعلت، أنك غسلتها وطيبتها كاذباً فعليك التوبة إلى الله والاستغفار ولا تعود إلى مثل هذا، وحجك صحيح بحمد الله، لا يضر حجك هذا بحمد الله، إنما هو نقص، نقص في الحج، نقص في الدين، الكذب فعليك الاستغفار والتوبة، كان الواجب عليك أن تقول لها: يا أمي ما يستحب هذا، يا والدة لا يستحب غسلها ولا تطييبها، لأن الرسول ما فعل هو وأصحابه، وعلينا أن نتأسى بهم، تعلمها السنة لأنها جاهلة، تعلمها، لكن لعلك كنت جاهلاً أنت أيضاً، ما كنت تعرف السنة، فالحاصل أنه لا حرج عليك، حجك صحيح، وعليك التوبة والاستغفار عن كذبك، وعليك أن تعلم أن غسل الجمار وتطييبها لا يستحب ولا يشرع، بل هو بدعة فعليك أن تعلم الناس، تعلم إخوانك وجماعتك الذين معك في أي حجٍ حجيت أو في مجلس هذا شيء لا يشرع، وهكذا أرجو من سمع هذا المقال وهذا البرنامج أرجو منه إذا سمع الفائدة أن يبلغها غيره، وصيتي لإخواني المستمعين أن يبلغوا ما يسمعوا من الفائدة لأن العلم هكذا يكون بالتبليغ، النبي عليه السلام كان إذا خطب الناس يقول لهم: (فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلَّغٍ أوعى من سامع)، وكان يقول: (بلغوا عني ولو آية)، عليه الصلاة والسلام، فعلينا أيها الأخوة أن نبلغ العلم، وأن نتواصى بالحق ونتعاون على البر والتقوى حتى ينتشر العلم، إذا أنت نقلت الفائدة ونحن ننقل الفائدة، والمرأة نقلت الفائدة لأخواتها ولأقاربها،والأخرى نقلت اتسع العلم وكثر، فوصيتي للمستمعين دائماً أن ينقلوا العلم، إذا سمعوه من هذا البرنامج أو غيره، نور على الدرب، إذا سمعوا الفائدة من أهل العلم ينشرونها، في مجالسهم، وفي أحاديثهم بينهم، حتى يعم العلم، سواء كان ذلك يتعلق بالعقيدة والإخلاص لله سبحانه وتعالى، والحذر من الشرك أو كان يتعلق بالصلاة أو بالصيام، أو بالحج، أو بالمعاملات، على كل حال، تبليغ العلم مطلوب، لا من الرجال، ولا من النساء، عليكم جميعاً أيها المستمعون رجالاً ونساء أن تبلغوا ما تسمعوا من الفائدة، في كل مكان تستطيعونه، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.