حكم الحلف بالنبي أو بالشرف أو الحياة

عندنا كثير من الناس حينما يحلف يقول: والنبي! هل الحلفان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يعتبر شركاً بالله، وهل إذا لم يكن شرك عليه إثم أم هو خير؟ أرجو التوضيح أو الحلفان بغير ذلك، كمن يقول: وحياتي! بشرفي، وغير ذلك، ومن الناس من يقول لمن يريد أن يأخذ منه شيئاً: بفضل الله ثم بفضل كذا وكذا ستنقضي حاجتي، وجهوني إلى هذه الأمور؟

الإجابة

أولاً جزاك الله خيرا على دعواتك، وعما ذكرت من السرور بهذا البرنامج لا شك أنه برنامج مفيد وعظيم النفع -نسأل الله أن ينفع به المسلمين، وأن يضاعف المثوبة لمن يقوموا عليه وأن يمنحهم التوفيق بالعلم النافع والعمل الصالح-. أما سؤالك فلا ريب أنه من الشرك الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بالأولياء أو بالملائكة أو بالجن أو بالنجوم أو بشرف فلان أو بحياته كل هذا لا يجوز، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت). ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام : (من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت). ويقول عليه الصلاة والسلام: (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك). ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك). ويقول أيضا -عليه الصلاة والسلام- : (من حلف بالأمانة فليس منا). ويقول : (من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله). والمقصود أن الحلف بغير الله أمر لا يجوز، وهو من المحرمات الشركية، لكنه شرك أصغر ليس بشرك أكبر، فالواجب على المسلم أن يحذر من ذلك، وأن يكون الحلف بالله وحده أو بصفة من صفاته ولا يحلف بغير الله كائنا من كان لا بالأنبياء ولا بغيرهم، ومن فعل هذا فعليه التوبة إلى الله والإنابة إليه والتوبة عما مضى والعمل الصادق ألا يعود في ذلك، والله - سبحانه وتعالى - بعث الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لبيان الحق وإيضاح الحق وختمهم بمحمد -عليه الصلاة والسلام- وقد أوضح في ذلك وقد أوضح إليه ما في ذلك وكان الناس في أول الإسلام وفي أول الهجرة تحذيرهم بها دائم ثم نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون). فإن قصد بالحلف بغير الله أن المحلوف به يتصرف في الكون، أو أنه يصلح أن يعبد من دون الله صار شركاً أكبر -نسأل الله العافية-. أما إذا جرى على لسانه من غير قصد لمحبة محبوبه أو لتعظيمه له فقط من دون أن يعتقد فيه أن يصلح أن يعبد من دون الله، وأنه يتصرف بالكون، فهذا فيه شرك أصغر، يجب تركه والتوبة إلى الله منه.