الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
أولاً: القرآن شفاء ورحمة كما قال سبحانه وتعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين}، وقال سبحانه: {قل هو
للذين آمنوا هدىً وشفاء}، "وقول
النبي صلى الله عليه وسلم عن الفاتحة: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال:
قد أصبتم" (رواه البخاري).
ثانياً: العلاج بالقرآن مشروط بأن يكون الراقي من أهل الاستقامة
والسداد لا من أهل الريبة والهوى، ولا يجوز للراقي أن يخلوا بامرأة،
بزعم أنه يعالجها؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم"
(متفق عليه)، ولو حصلت الخلوة فالرجل والمرأة كلاهما آثم عاصٍ لله
تعالى.
ثالثاً: كثر في زماننا من يزعمون أنهم معالجون وأهل رقية، وكثير منهم
لا يسلم من قادح في عدالته، ومغمز في دينه. عليه: أنصح الناس -خاصة
النساء- بأن يلجأن لمعالجة أنفسهن بأنفسهن، وقد علّم رسول الله صلى
الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وغيرها من النساء كيف ترقي نفسها،
تقول عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث. قالت: فلما اشتد وجع
الرسول صلى الله عليه وسلم كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء
بركتها". (رواه مسلم)
رابعاً: ما قاله الرجل هو من قبيل الإلحاد في آيات الله وتحريف الكلم،
وقد قال سبحانه: {إن الذين يلحدون في
آياتنا لا يخفون علينا} والحسنات يذهبن السيئات إذا كن صغائر
أما المصر على السيئة المستدل عليها بفاسد رأيه، فإن الحسنات لا تكفر
سيئته. والله أعلم.
نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.