حكم السفر إلى بلاد الكفر للسياحة

السؤال: هل يجوز للمرأة السفر إلى دول الكفر في العطلة الصيفية طلباً للراحة والاستمتاع بأمور الدنيا؟ وهل يجوز لوليها أن يدعها تفعل ذلك؟

الإجابة

الإجابة: إن السفر هو قطعة من العذاب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السفر قطعة من العذاب"، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "السفر قطعة من العذاب" لقلت: "العذاب قطعة من السفر"، وهو أمرٌ شاق يتعرض فيه الإنسان لكثير من المشكلات.

فعلى الإنسان ألا يسافر إلا إلى أمر مهم يمكن أن يكون في كفة الحسنات يوم القيامة.

وعلى هذا فالسفر من أجل العلاج أو من أجل الدراسة أو من أجل الدعوة أو من أجل الأمور المطلوبة شرعاً كالحج والجهاد في سبيل الله ونحو ذلك هذا السفر المهم الذي ينبغي أن يفعله الإنسان.

وأما السفر من أجل المتعة والراحة فقط فلا ينبغي للإنسان أن يكون من الذين يركنون إلى الدنيا بهذا الحد، وبالأخص إذا كان سيذهب إلى أهل الدنيا الذين عجلت لهم طيباتهم فيها ولا خلاق لهم في الآخرة، فالنظر إلى ما هم فيه من المعاش وأمور الدنيا مقتض لكثير من الوساوس والضرر في القلب، وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}، وبالأخص إذا عرف الإنسان أنه إذا سافر إلى تلك الدول فسيكون تحت سلطانها وخاضعاً لقوانينها المخالفة لشرع الله، فلا يستطيع أن يؤدب ولداً، ولا أن يزجره عن أمر، وأنا أعرف أسرة مسلمة سافرت إلى تلك البلاد فأراد ابن صغير أن يفعل تصرفاً لا يليق به فزجره أبوه، فسمع الجيران زجره فشكوه فانتزع منه ولده الصغير وجعل تحت يد مربية من الكنيسة، بسبب زجر أبيه له عن أمر ليس من مصلحته، ولذلك لا بد أن يعلم أن مثل هذا النوع من البلدان السفر إليها بالعوائل فيه خطر وضرر، وقد شهدت في عام 90 أي قبل ثلاث عشرة سنة من الآن محاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية كانت مثيرة جداً، وقد دلتني على خطر السفر بالعوائل إلى تلك المناطق، حضرت المحكمة فيها فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها ست عشرة سنة، وقد رفعت قضية على والدها فجيء به وأحضر أمام المحكمة، والدعوى التي أقامت عليه أنه أزعجها، فقد كانت تمارس الرذيلة مع عشيقها في بيتهم فزجرها أبوها هذا بكلامٍ فرفعت عليه قضية عند المحكمة، وحكمت المحكمة لصالح البنت على أبيها!!! فهذا النوع رؤيته وسماعه من الأمور التي تقتضي من الإنسان الرغب بنفسه وأهله عن السفر إلى تلك البلاد إلا من ضرورة.

وعلى هذا فسفر العوائل في العطل من أجل المتعة والراحة فقط إلى تلك البلاد مما لا خير فيه، وإذا قدر أن يفعل فلا بد أن يكون باحتياط وحذر، ولا بد أن يختاروا مكاناً آمناً خالياً من هذه الأمور، وأن يكونوا أيضاً متصلين بالمراكز الإسلامية والمساجد الموجودة هنالك، فإن الإنسان إذا كان في دار الكفر لا بد أن يتصل بجماعة المسلمين، فإذا كان غير متصل بها فهو عرضة للفتنة، فكأنما دهن نفسه بالدهن وارتمى في قرية النمل، فلذلك لا بد أن يتصل بجماعة المسلمين وبالمساجد.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.