حكم من قال لزوجته أنت خالصة

حصل بيني وبين زوجتي خلاف في يوم من الأيام، وقد قلت لها وأنا في حالة غضب: أنت خالصة، وقد كررت هذا القول مرتين، فإنني أرجو التكرم بالإفادة، هل يعتبر هذا طلاقا أم لا؟

الإجابة

إذا كنت أردت الطلاق فهو طلاق، يعني هذا كناية، يسميه العلماء كناية، فإذا كنت أردت الطلاق بقولك: أنت خالصة يكون طلاقا واحدا، طلقة واحدة، والمكرر مثل ذلك، إذا كنت أردت طلاقا ثانيا تكون طلقة ثانية. أما إن كنت أردت التأكيد في كلامك الأول ما أردت طلاقاً ثانياً، أردت التأكيد أو التفيهم للمرأة فلا يقع إلا واحدة بالكلام الأول، إذا كنت أردت الطلاق. أما إن كنت أردت طلاقا ثانيا بالتكرار فيقع عليها طلقتان، وإن كنت ما أردت الطلاق، ......... أنت خالصة ما أردت إزعاجها أو تخديرها وتحزينها أو خالصة من كذا وكذا غير الطلاق ما أردت الطلاق فأنت على نيتك، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فأنت على نيتك، وإذا كان ما قبل هذا طلاق، فلك مراجعتها، إن كنت أردت طلقة واحدة فقط وأردت بالتكرار التأكيد أو إفهام فلا يقع إلا واحدة ويبقى طلقتان ولك مراجعتها ما دامت في العدة، والسنة أن تشهد شاهدين من العدول، تقول لهما: اشهدا أن راجعت زوجتي فلانة، ما دامت في العدة، فإن لم تحصل مراجعة وهي في العدة فلا بد من عقد جديد برضاها، بمهر جديد بشروطه المعتبرة شرعاً، إذا خرجت العدة وأنت لم تراجع لم تحل لك إلا بنكاح جديد بشروطه المعتبرة شرعاً، أما إن كان قبل هذا طلاق إن كان قبله طلقتان انتهى الأمر، وأنت أردت الطلاق بقولك أنت خالصة هذا تمام الثلاث فلا تحل لك إن بعد زوج، زوج شرعي يطؤها، وإن كان قبله طلقة، وأنت أردت بقولك: أنت خالصة أنت خالصة طلقتين تمت الثلاث، فلا تحل لك إلا بعد زوج شرعي، زوج شرعي يدخل بها ويطؤها، وإذا أشكل عليك المقام تسأل أهل العلم عندك العلماء والفقهاء تسألهم عما أشكل عليك. المذيع/ إنما يصح لو راجعها بينه وبينها بالقول أو بالفعل؟ يصح لكن السنة أن يشهد شاهدين، أما الرجعة بقوله إذا راجعها أو وطأها بينة الرجعة كفى، لكن السنة أن يشهد شاهدين على قوله أني راجعتها. المذيع/ إنما على العموم يفهم من هذا أن جميع الكنايات تفتقر إلى اقتران النية؟ لا بد من النية، نعم. المذيع/ إذا لم يكن هناك نية فلا يعتبر؟ لا بد من النية للألفاظ التي غير صريحة بالطلاق: أنت خالصة، أنت لست في ذمتي، أنت خارجة من ذمتي، وما أشبه ذلك. إخوتنا الكرام كان ضيفنا اليوم فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز....