ما حكم الإسلام فيمن يتزوج وهو غير راغب بإنجاب الأطفال؟

السؤال: أنا متزوجة منذ ثلاث سنين، وزوجي عنده طفلان من زواج سابق، وأقوم أنا بتربية هذين الطفلين منذ أن كان عمرهما سنة ونصف، وذلك لأن أمهما قد تركتهما ولم تسأل عنهما وعاشت حياتها الخاصة، أنا أعتبر هذين الطفلين أبنائي أنا فعلاً، وأنا قبل أن أتزوج كنت أكره كرهاً شديداً عملية الحمل والولادة، فلم أفكر يوماً بالإنجاب إطلاقاً لما أراه من مسؤولية في تربية الأولاد، وتفاقم هذا الشعور لدي عندما رجعت أم الأطفال الحقيقة بزيارة أطفالها بين فترة وفترة، حيث أن القانون يبيح لها أخذ الأطفال لمدة قصيرة خلال السنة لا تتجاوز هذه الفترة كلها مجتمعة خلال السنة الشهرين، كل هذه الأمور جعلتني أكره الإنجاب وعدم التفكير فيه، وزوجي ليس عنده مانع من أن لا ننجب، السؤال هو: ما حكم الإسلام فيمن يتزوج، ويكون الطرفان الزوج والزوجة غير راغبين بإنجاب الأطفال؟ علماً أنهما يستخدمان طريقة العزل عن طريق اتخاذ الرجل للواقي؟ السؤال الثاني: هل أعتبر أنا أما لهذين الطفلين، وعلى الطفلين شرعاً البر بي أم أنهما ملزمان فقط شرعاً ببر وطاعة أمهم التي أنجبتهم؟ علماً أنني أهتم بهذين الطفلين أكثر منها بكثير، فهي فقط تكتفي باللعب مع الأولاد خلال العطل المدرسية، وأنا التي عليّ التربية والتوجيه والعناية والدراسة، وهل إذا أمرت أنا الأولاد بشيء وأمرتهم أمهم بشيء في الأمور الدنيوية، فأي منا يجب أن يقدم أمره، وعلى من يجب أن يمتثل ويسمع الولدان؟ أرجو الإجابة بالتفصيل، علماً أن أمهم ليست مسلمة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابة

الإجابة: قد رغب الإسلام في الأولاد، وحض على تكثير الأمة المحمدية، وقد ورد في ذلك نصوص كثيرة، وترتبت عليه مصالح عظيمة، حتى قال العلماء: إن تحديد النسل لغير ضرورة محرم، فإن كنت لا تطيقين الحمل والولادة بسبب حالة نفسية شاقة أو مرض فلك أن تمتنعي عن الإنجاب، وإلا فادعي الله تعالى أن يرزقك الولد الصالح وييسر لك ذلك، فإن للأم في الحمل والولادة وتربية أولادها ثواب عظيم يبقى إلى بعد مماتها.

ولك أيضاً ثواب في تربية الولدين على الإسلام، فكل عمل يعملانه بعد ذلك لك مثل أجره طيلة حياتهما، لكنك لست أمهما، وعليهما برك وصلتك والقيام بحقك لأن إحسانك إليهما أعظم من إحسان الأم غير المسلمة التي تركتهما، والله أعلم.