لا ريب أن الواجب على المؤمن والمؤمنة أن يهتم بأمر الآخرة، وأن يكون أعظم همهما وأكبر قصدهما هو الإعداد للآخرة والحرص على تقديم ما يرضي الله عز وجل، هذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة في جميع الدنيا، ولا ينبغي بل ولا يجوز أن يقبل المسلم على الدنيا ويشتغل بها عن الآخرة، بل الواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة أن يهتم بأمر الآخرة، وأن يعنى بذلك، وأن يؤدي فرائض الله، ويدع محارم الله، وأن يستعين بنعم الله على طاعة الله، وأن يحذر أن يشغل بالدنيا وشهواتها عما أوجب الله عليه، هذا هو الواجب على كل مسلم، قال تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) سورة الكهف، فالمقصود خيرٌ ثواباً وخيرٌ مرداً، فالحاصل أن الواجب على المؤمن أن يتهم بما أوجب الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه ولكن لا يمنعه ذلك عن كسب الرزق الحلال وطلب الرزق الحلال بالتجارة أو بالزراعة أو بالصناعة التي لا تشغله عن أداء ما أوجب الله ولا توقعه فيما حرم الله، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.