الذكر المشروع بعد الصلاة

يسكن معي في مكان العمل أخ في الإسلام مصري الجنسية، ونصلي جماعة، ونختلف بعد الصلاة؛ لأني أقول بعد الصلاة: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللهم أنت السلام ، ومنك السلام، أحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا الجنة دارك دار السلام، تباركت وتعاليت، أستغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه. ويقول هو: هذا خطأ! قل: (أستغفر الله) ثلاث مرات، فهذا هو القول الصحيح، وجهوني حول ما قلت وحول ما قال صاحبي؟ جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

الذي قاله صاحبك هو الصواب، فقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من صلاته، يعني إذا سلم من صلاته قال: أستغفر الله، ثلاثاً، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. هذا هو المشروع. أما الحمد لله وقول : أحيينا بالسلام ، وما ذكرته في كلامك هذا لا أصل له بعد السلام، وإنما المشروع ما قاله صاحبك: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثم تقول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، هذا هو السنة. وإذا كان القائل إماماً انصرف إلى الناس بعد ذلك، بعد قوله: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه. يستغفر الله ثلاثاً، ثم يقول هذه العبارة؟ يستغفر الله ثلاثاً، ويقول: اللهم أنت السلام إلى خره، ثم ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، إذا كان إماماً. أما المأموم والمنفرد فيبقى على حال مستقبل القبلة. ويقول الجميع بعد ذلك: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخصلين له الدين ولو كره الكافرون. رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن الزبير عبد الله بن الزبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول هذا إذا سلم من صلاته، يعني بعد الاستغفار ثلاثاً، وبعد اللهم أنت السلام. نعيدها مرة ثانية لو تكرمتم سماحة الشيخ؟ يقول ابن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعد الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه - قال: كان النبي يقول بعد الصلاة إذا سلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. فقد اتفق مع ابن الزبير على قول:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وزاد على ابن الزبير: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وابن الزبير زاد عليه: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وكلا الحديثين صحيح، والسنة الإتيان بالجميع، السنة الإتيان بما ذكره ابن الزبير، وبما ذكره المغيرة - رضي الله عنهما - عن النبي - عليه الصلاة والسلام -، مع ما ذكره ثوبان حين السلام. فيبدأ أولاً بما قاله ثوبان: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، من حين يسلم، ثم يأتي بهذه الأذكار بعد ذلك، والإمام يأتي بها بعد انصرافه إلى الناس، بعدما يقول: (اللهم أنت السلام ).. إلى آخره.. يأتي بهذه الأذكار. وفي بعضها زيادة: (يحيى ويميت). (لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير). فإذا زاد : (يحيي ويميت) فلا بأس، كله طيب ، كله حسن، وإذا قالها تارة وتركها تارة، كله حسن.