بعض المنكرات التي تقام في الأعراس

أنا مقبل على الزواج، ولكن يمنعني من ذلك أسلوب الزواج عندنا حيث أنه لابد أن تقام حفلة العرس لمدة يومين بما تحويه من غناء فاحش، ورقص، ولهو، واختلاط بين الرجال والنساء، ولا شك أن هذا مناف للدين، وكل من أراد الزواج من الشباب لابد من فعل هذا وإلا سوف لن يجد من

الإجابة

لا ريب أن كثيراً من الناس لا يتقيد بالمشروع في الزواج ، ولا في غيره ، والواجب على المسلمين أن يتقيدوا بشرع الله في الزواج وفي غيره أينما كانوا في المملكة العربية السعودية أو في ليبيا أو في المغرب الأقصى أو في الجزائر أو في تونس أو في أي مكان ، الواجب على أهل الإسلام التقيد بالأمر الشرعي ، وأن يتواصوا بذلك ، ويتعاونوا عليه ؛ كما قال الله – سبحانه -: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [(2) سورة المائدة]. وقال سبحانه: [وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر]. فلابد من التواصي بالحق ، ولابد من التواصي بالصبر في أمر الزواج وغيره ، وفي جميع الأمور التي تقع بين المسلمين ، فيتعاونوا في إقامة الصلاة في الجماعة ، وفي أداء الزكاة ، وفي صيام رمضان ، وحفظه عما حرم الله ، وفي أداء الحج مع الاستطاعة ، وفي بر الوالدين ، وفي صلة الأرحام ، وفي ترك الغيبة والنميمة ، وسائر المعاصي ، وفي ترك الكذب وشهادة الزور ، وفي ترك ظلم الناس في الأموال والأعراض والدماء ، إلى غير ذلك ، الواجب على أهل الإسلام أينما كانوا ذكوراً كانوا أو إناثاً أن يتقوا الله ، وأن يتعاونوا على طاعة الله ورسوله ، وأن يتعاونوا أيضاً على ترك ما حرم الله ورسوله ، وبذلك تحصل لهم السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ، ومن هذا أمر الزواج ، يجب أن يكون الزواج على الطريقة الشرعية ، ليس فيه تكلف ولا إسراف ولا تبذير ، بل يجب القصد في كل شيء ، وعدم التكلف حتى يكثر الزواج ، وحتى يحصل عفة النساء والرجال جميعاً ، فالشباب في حاجة إلى الزواج ، والنساء في حاجة أيضاً إلى الزواج ، والتكلف وتعاطي ما حرم الله من المنكرات كل هذا مما يسبب تعطيل النكاح ، وبقاء الشباب والفتيات بدون زواج ، فلا يجوز اختلاط الرجال بالنساء في الأعراس ولا في غيرها ، بل يجب أن يكون النساء في محل خاص على حدة ، والرجال على حده ، وأن تكون الوليمة مقتصدة ليس فيها تكلف ، ولا شيء يشق على الزوجة وآل الزوجة ، بل يتحرون جميعاً الاقتصاد ، وما يكفي المدعوين ، ٍويقتصدون أيضاً في الدعوة التي لا تشق عليه ، وهكذا يشرع لهم الاقتصاد في المهور ، وعدم التكلف ، وأن يسهلوا المهور حتى يحصل النكاح ، وحتى يكثر الزواج بين الناس ، ومن ذلك أيضاً مسألة الطرب فلا بأس أن يتعاطى النساء الدف ، يعني الطار المعروف، وهو ذو الوجه الواحد ، يضربه النساء بينهن بصفة خاصة في محل خاص ليس فيه اختلاط الرجال ، ولا مانع من الأغاني العادية التي ليس فيها محذور شرعاً التي بين النساء كمدح الزوجة وزوجها وأهل الزوج وأهل الزوجة ونحو ذلك، كما كان يُفعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد أصحابه، وكان نساء النبي يحضرن الأعراس ويحضرن الغناء العادي والاحتفال العادي كل هذا لا بأس. أما وجود المطربات والأصوات العالية بالمكبرات التي تشغل الناس وتؤذي الجيران والمارة ، ويعلن فيها الأغاني المحرمة ، هذا لا يجوز ، وهكذا السهر الذي يضيع على الناس صلاة الفجر ، ويسبب ترك الصلاة التي أوجب الله هذا كله لا يجوز ، وهكذا إيجاد آلات الملاهي من العود وأشباه آلات اللهو والطبول كل هذا لا يجوز إنما يباح الطبل المعروف ، وهو الدف فقط للنساء ، بشرط أن يكون خالياً ليس فيهما ما يسبب الفتنة من حلقات مزعجة ، أو أشياء مزعجة ، بل الدف العادي، الطار العادي المعروف تضربه المرأة، وتغني الأغاني القليلة المعتادة بينهن نصف ساعة أو ساعة ونحو ذلك ثم ينصرفن في أول الليل ولا يسهرن إلى آخر الليل ، أو إلى معظم الليل ؛ لأن هذا يضر الجميع ، ويسبب النوم عن الصلاة من الجميع. فالحاصل أن الواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يتحروا في زواجهم ما شرع الله، وأن يبتعدوا عما حرم الله، وأن يتواصوا بعدم التكلف لا في المهور ولا في الولائم ولا في دعوة الناس الكثيرين الذين يسببون المشاكل ، ولا في إيجاد المطربات من طريق مكبرات الصوت ولا إيجاد آلات الملاهي غير مجرد الدف والأغاني العادية في وقت مناسب من الليل وينتهي من دون طول ومن دون مشقة ومن دون السهر لأكثر الليل أو غالب الليل هذا الواجب على كل المسلمين هذا المشروع لهم ، وبهذا يتيسر للمسلمين تزويج شبابهم ، وتزويج فتياتهم بالمهور المناسبة ، والكلف المناسبة من دون مشقة ولا حرج ولا تعاطي لما حرم الله. والواجب على ولاة الأمور في كل بلد من الأمراء والحكام أن يعينوا الناس على الخير وأن يمنعوهم من الشر ، وأن يأخذوا على أيدي السفهاء حتى تيسير الأمور على الوجه الشرعي ، هذا هو الواجب على أمير البلد ، وقاضي البلد ، وأعيان البلد أن يتعاونوا بينهم في هذا الشيء حتى يلزموا الناس بالخير ويمنعوهم من الشر ، ومتى أصلح الله الرؤساء تبعهم الناس ، متى صلح الأمير والأعيان وتدخلت المحكمة والقضاة حصل الخير الكثير ، وانتهى الناس عما يضرهم ، ومتى سكت هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء زاد الشر ، وكثر البلاء ، وتعطل الشباب ، وتعطلت الفتيات ، وهذا شيء لا يرضاه الله ولا رسوله ، ولا يرضاه أهل الإيمان والعلم - نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق-.