الإجابة:
الجن ليسوا من الملائكة، لأن الملائكة خلقوا من نور والجن خلقوا من
نار، قال الله تعالى: {والجان خلقناه من
قبل من نار السموم}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن
الملائكة خلقوا من نور، ولأن الملائكة كما وصفهم الله تعالى بقوله:
{عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون}، والجن فيهم المؤمن والكافر والمطيع والعاصي،
قال الله تعالى: {قال ادخلوا في أمم قد
خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار}، وقال عن الجن: {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم
فأولئك تحروا رشداً * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً}، وقال
عنهم أيضاً: {وأنا منا الصالحون ومنا دون
ذلك كنا طرائق قدداً}، ولأن الملائكة كما قال أهل العلم صمد لا
يأكلون ولا يشربون، والجن يأكلون ويشربون، فقد ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال للجن الذين وفدوا إليه: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما
يكون لحماً" فتبين بهذه الأدلة أن الملائكة ليسوا من
الجن.
فأما قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم
أجمعون * إلا إبليس} فإنما استثناه لأنه كان معهم حينذاك، وليس
منهم، ويبين ذلك قوله تعالى في سورة الكهف: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر
ربه}، فعلل فسقه عن أمر ربه بكونه من الجن، ولو كان الملائكة
من الجن لأمكن أن يفسقوا عن أمر ربهم كما فسق إبليس، وهذا الاستثناء
يسمى استثناء منقطعاً كما يقول: النحويون: "جاء القوم إلا حماراً" وهو
كلام عربي فصيح، فاستثنى الحمار من القوم وإن لم يكن منهم.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب
الجن.