الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فاعلم يا أخي أن شراءك للشهادة بمثل الطريقة التي سردتها في سؤالك لا
يجوز، وعملك هذا قد احتوى على مخالفات شرعية عديدة، منها:
- أولاً: التزوير حيث إن الشهادة المشتراة بإقرارك في سؤالك شهادة
مزورة، والمسلم ينأى بنفسه عن مثل هذه الأساليب؛ لقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور}، ولقول نبينا
صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور، ألا وقول
الزور" (متفق عليه)، ثم ماذا يكون حالك لو اكتشف القوم تزويرك؟
ألا يكون في ذلك صد عن سبيل الله وإشانة لسمعة المسلمين؟
- ثانياً: عملك هذا مشتمل على كذب، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
"يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة
والكذب" (رواه أحمد)، وفي القرآن الكريم: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله
وأولئك هم الكاذبون}.
- ثالثاً: ستقوم بدفع رشوة لمن يستخرجها لك وقد لعن رسول الله صلى
الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش.
.. فلا يحل لك أن تدخل في معاملة هذه أوصافها، واعلم بأن ما قدره الله
لك سيكون، واقرأ قوله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به،
وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، إن روح القدس نفث في
روعي: إن نفساً لا تموت حتى تستكمل رزقها؛ فاتقوا الله وأجملوا في
الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله؛ فإن الله لا
يُدرك ما عنده إلا بطاعته" (أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط
الشيخين ووافقه الذهبي)؛ فكن -أخي- بقدر الله واثقاً، ولا تستعجل
رزقاً بمعصية الله، وأسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به،
إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
_____________________________
نقلاً عن موقع المشكاة الإسلامية.