تعليم صفة الطلاق هل يعد طلاقاً ؟

كنت جالساً مع أحد أصدقائي نمزح، وقال لي أحدهم الذي يطلق زوجته ماذا يقول؟ فقلت: يقول: أنت طالق, أنت طالق, أنت طالق، فقالوا أنت الآن طلقت زوجتك، فوضعوا في نفسي الشك ولا سيما وقد أخبروا زوجتي بما قلت؟

الإجابة

إذا كان مقصودك بيان كيف يعمل المطلق فليس عليك شيء ولا يعتبر منك طلاق، إذا كان المقصود من هذا الكلام أنك تبين لهم كيف يطلق من أراد الطلاق هذا ليس عليك منه شيء، ولكنك غلطت في تكرار الطلاق في هذا التعليم، يكفيه مرة واحدة يقول: أنت طالق ويكتفي بهذا، هذا هو المشروع, ولا يجوز تكراره ثلاثاً؛ لأن هذا سد الباب اليسر, الله-جل وعلا-جعل الطلاق مرتباً و احدة ثم اثنتين ثم ثلاث حتى لا يضيق الأمر على الزوج، قد يطلقها واحدة ثم أحب أن يرجع فيكون له مجال في الرجوع, ويطلقها اثنتين فيحب أن يرجع فيكون له مجال في الرجوع, فإذا طلقها الأخيرة انتهى لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فأنت علمته الطلاق الذي يحرمها عليه فليس الأمر كما قلت، ولكن السنة أن يطلق واحدة تقول السنة في الرجوع بعد الطلاق تقول أنت مطلقة, أنت طالق, أو فلانة طالق، هذا هو المشروع مرة واحدة فقط، وبكل حال فأنت ليس عليك شيء ما دمت أردت بذلك البيان، وإن غلطت في البيان فليس على زوجتك شيء، والزوجة باقية في عصمتك, ولو بلغها الخبر إذا كان الواقع كما قلت، إذا كنت لم تكذب في الكلام إذا كان الواقع هو ما قلت فليس عليك شيء وليس على زوجتك شيء والحمد لله، ولكن عليك أن تتأدب فلا تفتي بشيء وأنت على غير علم، إذا سئلت عن شيء لا تقول إلا ما تعلم، بالدليل عن كلام الله وكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم-، أو مما سمعت من أهل العلم تقول: سمعت العالم الفلاني يقول كذا وكذا، تنقل عن العالم الفلاني ما ضبطته وحفظت أنه قال كذا وكذا في الصلاة, فالصيام, فالحج فالزكاة وفي غير ذلك، وأما أن تقول شيئاً وأنت جاهل فلا يجوز لك؛ لأن الله يقول-سبحانه وتعالى-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [(33) سورة الأعراف]، فالمسلم لا يقول على الله بغير علم، وقال-سبحانه وتعالى-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [(169- 168) سورة البقرة]، فبين - سبحانه وتعالى – أن الشيطان يأمرنا بالفحشاء والمنكر, والقول على الله بغير علم، فليس لنا أن نطيع الشيطان، يجب أن نحاربه, وأن لا نقول إلا بعلم, و إلا فعلينا الإمساك والكف عن ذلك حتى نتعلم, وحتى نسأل أهل العلم، والله ولي التوفيق.