هل الرسول صلى الله عليه وسلم نور، أم غير ذلك؟

السؤال: دار نقاش حول النبي صلى الله عليه وسلم: هل هو نور أم غير ذلك؟ أرجو البيان.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

- أولاً: فإنني أنصح السائل الكريم ومن معه بأن يشتغلوا بما ينفعهم من مهمات الدين، دون إغراق في قضايا كلامية جدلية لا يترتب عليها عمل؛ لأن هذا من المراء الذي نهينا عنه.

- ثانياً: نبينا صلى الله عليه وسلم بنص القرآن بشر كسائر البشر، إلا أنه أكملهم خَلقاً وخُلقاً، وقد قال الله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد}، وقال: {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً}، وكذلك سائر الأنبياء قبله كما قال سبحانه حاكياً عن قوم فرعون مقالتهم عن موسى وهارون: {أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون}، وقال قوم نوح عن نوح: {ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم}، وقال آخرون عن نبيهم: {ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون}، فنبينا عليه الصلاة والسلام بشر لكنه خير الناس نسباً وأجملهم خلقة وأزكاهم خُلقا.

- ثالثاً: مما يدل على هذا المعنى حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء، فقمت ألتمسه في الظلام فوقعت يدي على بطن رجله وهو ساجد يقول: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، فلو كان نوراً حسياً كما يظن بعض الناس لما احتاجت عائشة رضي الله عنها لالتماسه في الظلام.

- رابعاً: قوله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، قال أهل التفسير: النور في هذه الآية هو الإسلام، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم نور باعتبار ما يدعو إليه من هدى، وأنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.