الهوي إلى السجود باليدين أم بالركبتين؟

أيهما أرجح: الهوى إلى السجود باليدين أم بالركبتين؟

الإجابة

هذا محل اختلاف بين العلماء، والأفضل والأرجح الهوي بالركبتين ثم اليدين، يقدم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه هذا هو الأفضل، على حديث وائل بن حجر وما جاء في معناه، ومن قدَّم يديه فالأمر واسع إن شاء الله، لأن فيه حديث أبي هريرة، ولكن الصواب أنه يقدم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه، وأما حديث أبي هريرة الذي فيه: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فهو فيه انقلاب كما حققه بعض أهل العلم؛ لأن أول الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير)، لا يبرك كما يبرك البعير، والبعير يقدم يديه، فإذا قدمنا أيدينا صرنا مشابهين للبعير، فيكون آخر الحديث يخالف أوله، فيكون الصواب: (وليضع ركبتيه قبل يديه) هذا حديث وائل، وعلى موافقة أول الحديث صدر الحديث، فحصل انقلاب: (فليضع يديه قبل ركبتيه)، المقصود أن الأرجح أن يقدم ركبتيه قبل يديه وأن الأرجح في حديث أبي هريرة أنه موافق لحديث وائل، وأن ما في آخره من ذكر اليدين قبل الركبتين انقلاب من بعض الرواة مما هو الأقرب والأظهر حتى لا يخالف آخر الحديث أوله، وحتى تجتمع الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي عليه أهل العلم وأكثر أهل العلم، ومن ترجح عنده تقديم اليدين واجتهد في ذلك فلا ينبغي أن ينكر عليه، ينبغي في هذا عدم التشديد وعدم النزاع والخلاف، فالمؤمن يتحرى الحق، فالأرجح والأظهر والأقرب أن يقدم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته مع أنفه، هذا في السجود، وعند الرفع يبدأ بالوجه ثم اليدين ثم ينهض على ركبتيه، هذا هو الأفضل، وهذا الذي به جمع بين الأحاديث. إذاً كان يجب أن أقول في السؤال أيهما أرجح: الهوي إلى السجود؟ الهوي نعم، هوى هوياً، أما الهوى فهو الميل.