كيفية الجمع بين الرفق في الدعوة وقوله تعالى أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

كيف الجمع بين الرفق بالناس في الدعوة إلى الله والحكمة في ذلك مع تطبيق هذه الآيات: (( أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[الأنبياء:67].. ((وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ))[الممتحنة:4]، وهل البغض في الله يكفي ب

الإجابة

الرفق بالدعوة لا ينافي هذا، الله جل وعلا: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4) سورة الممتحنة، وقال عن إبراهيم أنه قال لقومه: أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(67) سورة الأنبياء، فالإنسان إذا علم ودعا إلى الله وأرشد ولم يستجب له يصرح لهم، يصرح لهم بالعداوة والبغضاء لأنه أدى ما عليه وهذا ما ينافي الحكمة، لا يسبهم ولا يلعنهم ولكن يدعوهم الله ويدعو لهم بالهداية وإذا صرح لهم بالعداوة والبغضاء؛ لأن هذا ديننا يوجب البغضاء والعداوة من المسلم للكافر كما أمر الله نبيه وخليله إبراهيم أن يقول ذلك، ويقول تباً لآلهتكم،إذا كانت من الأصنام ونحوها، تباً لها، وإذا كانت من الأموات الكفار تباً لهم، وإذا كان المعبودون أنبياء أو صالحين لا، لا يقول هذا، يقول: هم بُرَاءُ منكم، الأنبياء والصالحين بُرَاءٌ من عابديهم من دون الله، يتبرؤون من عابديهم، فالواجب على الداعي إلى الله أن يكون عنده حكمة، يرفض في الدعوة ويرشد إلى الله، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن مع بيان بطلان العبادة لغير الله، وأن الكفار أعداء للمسلمين وبينهم العداوة والبغضاء، هذا واجبهم.