بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الحمد لله الذي وفقك ويسر لك معرفة العقيدة الصحيحة السلفية، فاشكر الله على ذلك، واسأله التوفيق والثبات، أما ما ذكرت عن والدك وعن مقاطعتك له، فقد أخطأت في المقاطعة، ولا ينبغي لك، ولا يجوز لك مقاطعته، بل يجب عليك أن تنصح له، وأن تصاحبه بالمعروف كما قال الله -جل وعلا- في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ[لقمان: 14-15]، هذا الرب -جل وعلا- يأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف، وهما يأمرناه بالشرك ويجاهدانه على الشرك، وأنت ما أمرك بالشرك، إنما خالفك وعصاك في الذهاب إلى القبور، فالواجب عليك الصبر والنصيحة والكلام الطيب مع والدك؛ كما قال ربنا -عز وجل-: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً، وهما كافران، فعليك الصبر، وأن تنصح له بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وتأتي له بالكتب المفيدة، أو بعض المشايخ الطيبين حتى يسمع منهم ويساعدوك، يسمع منك ومن غيرك حتى يتأكد عنده صحة ما تقول له، تتصل ببعض الناس الطيبين من أهل العلم يحضر عندهم ويسمع منهم، أو يحضروا عنده ويسمعونه وينصحونه، حتى يكون التعاون منك ومنهم في هدايته. ثم التفصيل: إذا زار القبور للدعاء عندها فقط هذا مو بشرك هذا بدعة، إذا كان الدعاء عندها أو الصلاة عندها، هذه بدعة يعلم أن هذا ما يجوز، وإنما الشرك إذا دعاها قال: يا فلان انصرني، أو اشفع لي أو أغثني، أو أنا بجوارك، هذا شرك، أو كونه يصلي عندها أو يدعو عندها هذا بدعة، من وسائل الشرك، فالواجب نصيحته في الأمرين في البدعة وفي الشرك. الذي يدعوها، يستغيث بأهل القبور، ينذر لهم، يذبح لهم، هذا الشرك الأكبر. أما لو صلى عندهم يحسب أن هذا مستحب أو يحسب أن الصلاة عندهم فيها فائدة أو يقرأ عندهم يحسب أن هذا طيب، هذا بدعة يعلم أن هذا لا يجوز، نسأل الله للجميع الهداية.