رجل صالح يقول لمن معه مشكلة سنستخير الله لك أو نفتح لك كتاب، أو نشوف لك الخيرةفما حكمه

بعض الفقراء، جمع فقير... يقول: رجل صالح حينما تحضر لهم في إحدى المشاكل يقولون لك: نستخير لك الله، أو نفتح لك كتاب، أو نشوف لك الخيرة، ليحدثوك عن المستقبل ويعالجوك عما بك من مصائب، هل هذا صحيح أم لا؟

الإجابة

هذا غلط، فإنهم لا يعلمون الغيب، إن أرادوا أن يفكروا في الدواء والعلاج لا بأس، أما أن ينظروا في أمر معناه أنهم يعلمون الغيب بطرق يقرأؤونها أو يكتبونها أو يفكرون فيها هذا لا صحة له أبدا، يقول الله سبحانه: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[النمل: 65]، فهو -سبحانه- الذي يعلم الغيب، ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مفاتيح الغيب خمسة، لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[لقمان: 34]، سبحانه وتعالى، ويقول الله له: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[الأعراف: 188]، فهو -عليه الصلاة والسلام- لا يعلم الغيب، إنما هو نذير وبشير لعباد الله. فالذي يدعي أنه يستخير للمريض، أو يستفتح للمريض، أو يفكر للمريض حتى يعلم ما وراء علم الأسباب، بل علم آخر وهو علم الغيب هذا لا يجوز وهذا باطل، ومن يدعي علم الغيب فهو كافر نعوذ بالله. أما إذا أراد أن يفكر ونظر في الدواء المناسب والعلاج المناسب هذا لا بأس به، إن صار طبيب قد يخفى عليه المرض فيفكر. كذلك قوله: استخير، هذا إن كان قصده يستخير الله بالصلاة ركعتين، يصلي ركعتين يستخير الله في كيفية علاجه هذا لا بأس، أما أن يستخير معناه ينظر في علم الغيب هذا باطل.