هل ثواب الحج والعمرة يصل إلى الميت؟

هل صحيح أن ثواب العمرة أو الحجة تصل إلى الميت، وترفع درجاته في الجنة؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فإن الحج عن الميت، والعمرة عن الميت، من أفضل القربات، وينتفع بها الميت المسلم كثيراً، وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك مرات كثيرة فقال للسائل: (حج عن أبيك) وللسائلة: (حجي عن أبيكِ) والآخر: (عن أمكِ)، وسأله آخر قال: إني لبيت عن شبرمة، قال: (من شبرمة؟) قال: أخٌ لي أو قريب لي، قال: (حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة). فالناس أقسام منهم من قد حج في الفريضة، وأدى العمرة الفريضة، هذا إذا حج عنه يكون نافلة، وإذا اعتمر عنه يكون نافلة، إن حج عنه أخوه أبوه أو قريبٌ له أو أخٌ من إخوانه في الله كل ذلك طيب، وهكذا العمرة، وإذا كان ما أدى الحج ولا أدى العمرة، فإن الذي يحج عنه يكون قد أدى عنه الفريضة، وهكذا العمرة يكون قد أدى عنه عمرة الفريضة، وهو على كل حال مأجور والميت مأجور، كلاهما مأجور، هذا عن عمله الطيب وإحسانه إلى أخيه مأجور، والميت مأجور بذلك، وهكذا الصدقة، وهكذا الدعاء، إذا تصدق عن أخيه يؤجر هو والميت جميعاً، وهكذا إذا دعا لأخيه الميت يؤجر هو وينتفع الميت بالدعاء. جزاكم الله خيراً. - إذاً الأعمال الصالح تنفع الميت وترفع درجاته في الجنة كما يقول؟ ج/ الأعمال الصالحة التي شرع الله فعلها عن الميت: من حج أو عمرة أو قضاء دين، أو دعاء أو صدقة عنه. جزاكم الله خيراً. -إذاً هناك أعمالٌ لا يصح أن يعملها الإنسان؟ ج/ مثل الصلاة عنه ما شرعت، الصلاة عنه، أو القراءة عنه، لم يرد في الشرع ما يدل على شرعيتها، أو الصوم عنه تطوع. جزاكم الله خيراً. - الواقع سماحة الشيخ أن الناس يخلطون بين هذا وذاك، لعلها مناسبة أن تتفضلوا بتوجيه المسلمين في هذا؟ ج/ الذي ثبت عندنا في الشرع أن الميت ينتفع بالحج عنه وبالعمرة عنه وبالصدقة عنه، وبالدعاء والاستغفار له، وبقضاء دينه، وهكذا إذا كان عليه صوم فريضة من رمضان أو كفارة أو نذر يصام عنه، أما كونه يصام عنه تطوع أو يصلى عنه أو يطاف عنه فليس عليه دليل فيما نعلم، وهكذا كونه يقرأ عنه القرآن ليس عليه دليل، وإن كان بعض العلماء يرى ذلك، وأنه ينتفع بقراءة القرآن عنه، لكن ليس عليه دليل، والقربات بابها التوقيف، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). ولا نعلم في الشريعة ما يدل على أنه يشرع للمؤمن أن يصلي عن فلان، أو يصوم عن فلان تطوع، أو يقرأ عنه، أو يطوف عنه أو يذكر الله عنه، إنما الثابت يكون حج تام، أو عمرة تامة، أو يتصدق عنه بالمال، أو يدعو له ويستغفر له، أو يقضي دينه كل هذا ثابت نعم. بارك الله فيكم، وأحسن إليكم. - سماحة الشيخ, أيضاً لعله من المهم أن تتفضلوا ببيان ما هو توقيفيٌ وغير توقيفي حتى لا يخلط الناس بين هذين الأمرين؟ ج/ التوقيفي العبادات ما يتعلق بالقربات والطاعات، لا يشرع منها إلا ما جاء به الشرع، أما غير التوقيفي هو ما يتعلق من أمور الدنيا والمعاملات، فهذه لا بأس بها يتعامل الناس بما ينفعهم بشرط أن لا يخالف الشرع. جزاكم الله خيراً, وأحسن إليكم.