الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
فجزاكِ اللَّهُ خيرًا على ما تقومين به من أعمالٍ صالحةٍ، واللَّهَ
نسألُ أن يتقبَّل منَّا ومنكم صالحَ الأعمال.
وبعدُ: فإنَّ المرادَ بالأسير في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ
مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} السجينُ، سواءٌ أكان مسلمًا
أو غيرَ مسلمٍ؛ فَنَفَقَتُكُنَّ على السَّجينات، ورعايتُهنَّ بالغذاء
وغيره داخلةٌ في معنى الآية الكريمة، أما رعايةُ الأطفال؛ فغيرُ
داخلةٍ في معنى: {وَأَسِيرًا}،
وإن كانت النفقة على أولئك الأطفال مما يدخل في صدر الآية: {مِسْكِينًا}.
هذا؛ والأوصاف الثلاثة في الآية؛ وهي: (المَسْكَنَةُ) و(اليُتْمُ)
و(الأَسْرُ) لا يَلْزَمُ أن تكونَ لموصوفٍ - شَخْصٍ - واحدٍ، وإنَّما
الظَّاهرُ أنَّها لموصوفِينَ مختلفِينَ؛ لأنَّ العطفَ بالواو يُفيدُ
المُغَايَرَةَ، بمعنى أنَّ المسكينَ غيرُ اليتيم، غيرُ السَّجين؛ فقد
يكون مسكينًا وغيرَ أسيرٍ أو يتيمٍ ... وهكذا.
قال الإمامُ ابنُ جَريرٍ الطَّبَريُّ: "يعني جَلَّ ثناؤه بقوله {مِسْكِينًا}: ذوي الحاجةِ الذين قد
أذلَّتْهُمُ الحاجةُ. {وَيَتِيمًا}: وهو الطِّفْلُ الذي قد مات
أبوه، ولا شيءَ له. {وَأَسِيرًا}:
وهو الحَرْبِيُّ من أهل دار الحرب، يُؤْخَذُ قهرًا بالغَلَبَة، أو من
أهل القِبْلَةِ، يُؤْخَذُ فيُحْبَسُ بحقٍّ، فأثنى اللَّهُ على هؤلاء
الأبرار بإطعامهم هؤلاء، تَقَرُّبًا بذلك إلى الله، وطلبًا لرضاه،
ورحمةً منهم لهم"،، والله أعلم.
موقع الألوكة