بدع الصوفية

يوجد عندنا الكثير من علماء الدين -كما يصفهم- يقومون بدق الطبول داخل المساجد مع استعمال المدروف -الناي- وهو نوع من الموسيقى وينشدون معه الأناشيد المعبرة عن أشخاص مقبورين يسألونهم, ويطلبون منهم العون، فبماذا ترشدون هؤلاء

الإجابة

هؤلاء يسمون الصوفية, والتصوف الذي أحدثه هؤلاء بدعة في الدين, وكان أصل ذلك أنه وجد في المسلمين زهاد وأهل ورع وزهد يتعبدون, ويحرصون على العبادات, والقراءة, والذكر في المساجد,والبيوت حرصاً منهم على الخير ثم تطورت الأحوال حتى حدث هؤلاء الذين أحدثوا بدعاً, ومنكرات في الدين, منها هؤلاء الذين ذكرهم السائل الذين يتعبدون, بالطبول, والدفوف, والأناشيد, والأغاني, وآلات اللهو هذا منكر من القول وبدعة, وقد أنكر ذلك العلماء, وأطال في ذلك العلامة ابن القيم- رحمه الله- وغيره من أهل العلم في كتابه إغاثة اللهفان, وأطال غيره من أهل العلم وبينوا بطلان ذلك, وأن هذا منكر عظيم يجب تركه, ولا يجوز أن يسمى هؤلاء بعلماء لا يسمون علماء ليسوا بعلماء هؤلاء بل هؤلاء جهال في الحقيقة وليسوا بعلماء بل أضلوا للناس ولبسوا على الناس, فلا يجوز إتباعهم في هذا الأمر, ولا تقليدهم في هذا الأمر بل يجب أن ينصحوا, وأن يوجهوا إلى الخير, وأن يحذروا من هذه البدعة المنكرة, وأشنع من هذا وأكبر دعاءهم الأموات, والاستغاثة بالأموات هذا شرك أكبر, هذا شرك الجاهلية شرك أبي جهل وأشباهه دعاء الأموات كالعيدروس, أو الشيخ عبد القادر الجيلاني, أو البدوي, أو الحسين أو غيرهم من الناس هذا شرك أكبر هذا مثل فعل المشركين الأولين مع اللات, ومع العزى, ومثل فعل النصارى مع عيسى وغيرهم, فهذا شرك أكبر, فإذا قال يا سيدي فلان اشفي مريضي, أو رد علي غائبي, أو اقضي حاجتي, أو أنا في حسبك, أو المدد المدد يا سيدي, سواءً كان هذا مع النبي عليه الصلاة والسلام, أو مع الحسين ابن علي - رضي الله عنه -, أو مع الشيخ عبد القادر الجيلاني, أو مع العيدروس, أو مع البدوي, أو الست نفيسة, أو الست زينب أو غيرهم مما اشتهروا في مصر وغيرها, وفي الجنوب العيدروس, وأناس آخرين, وفي العراق الجيلاني وأناس آخرين كل هذا من ..... العظيم, وكل هذا مما أحدثه الجهال, وأشباه الجهال فدعوة الأموات, والاستغاثة بالأموات, والنذر لهم, والذبح لهم, هذا من الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم يقول الله-سبحانه-: قُلْ قل يا محمد للناس إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي, يعني ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ, فجعل الصلاة لله, والذبح لله لا شريك له, وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ, فالصلاة لله, والذبح لله, فمن صلى لغير الله كفر, وهكذا من ذبح لغير الله, وقال جل وعلا: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا, فلا يدعى مع الله أحد, ولا أحد يعم الأنبياء, والأولياء وغيرهم نكرة في سياق النهي تعم الناس كلهم تعم الخلائق, وقال عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ يعني المشركين, وكل مخلوق دون الله لا ينفع ولا يضر هذا وصف عام جميع المخلوقات لا تنفع ولا تضر إلا بالله هو الذي جعل فيها النفع والضر, فلا يجوز دعاء أي مخلوق دون الله, لا صنم, ولا شجر, ولا حجر, ولا نبي, ولا ولي ولا صاحب قبر, ولا غير ذلك وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ, فسمى هذا كفراً، وسماهم كافرين نعوذ بالله, بدعائهم الأموات, وبدعائهم الأصنام, والأشجار, والأحجار, وقال- سبحانه في كتابه العظيم-: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ هذا يعم الأصنام, والأولياء, والأنبياء وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ, والقطمير اللفافة التي على النواة, كلها ملك لله-سبحانه وتعالى-: إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ما يقدرون وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ فسمى عملهم شركاً, سمى دعاءهم لأولياءهم شركاً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ثم قال سبحانه: وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ, وهو الله سبحانه وتعالى, وهو الذي أخبر عن هذا، وهو العالم بأحوالهم-سبحانه وتعالى- فسماه بهذا شركاً, وفي آية المؤمنون سماه كفراً قال: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ كل كافر ما له برهان فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ قال- عز وجل-: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ, ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العبادة), فجعل الدعاء هو العبادة نفسها, هذا يدل على عظم شأن الدعاء, فإذا قال: يا سيدي اشف مريضي, ورد حاجتي, رد غائبي, اشفع لي, المدد المدد, أو ذبح له فقد وقع منه أنواع من الشرك, وفي هذا المعنى يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله من ذبح لغير الله) رواه الإمام مسلم في صحيحة, من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: حدثني رسول الله بأربع كلمات: (لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض) أربع مسائل لعن أصحابه لعنهم الله جل وعلا, وأعظمها الذبح لغير الله يتقربون بالبقر, أو بالإبل, أو بالغنم, أو بالعجول, أو بالدجاج إلى غير الله إلى الأموات والغائبين هذا شرك أكبر ، وروى الإمام أحمد- رحمه الله تعالى - بإسناد جيد عن طارق بن شهاب - رضي الله عنه – قال: مر مع رجل على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا: لأحدنا قرب قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا: قرب ولو ذبابا, فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار ذباب تقرب به إلى غير الله، وقالوا: له قرب قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله-عز وجل-فضربوا عنقه فدخل الجنة). فهذا يدل على أن التقرب لغير الله بالعبادات من ذبح, أو دعاء, أو استغاثة, أو نذر أو نحو ذلك شرك أكبر بالله-عز وجل-حتى ولو كان المقرب حفيظاً كعصفور, أو حمامة, أو ذباب، أو ما أشبه ذلك, فكيف الذي يقرب البقر, والغنم, والعجول, فهو شركه أكبر وأشد, فالحاصل أن هذا العمل من هؤلاء من دعائهم الأموات, والاستغاثة بالأموات شرك أكبر, وضربهم بالدفوف, وقيامهم بالأغاني, والناي وأنواع الملاهي هذا من المنكرات, وتعبدهم بها من البدع,كونهم يتعبدون بها من البدع الذي أحدثها الصوفية, والصوفية شرهم عظيم نسأل الله أن يهديهم, قد أحدثوا بدعاً كثيرة فنسأل الله أن يهديهم, ويردهم إلى الصواب, الواجب عليهم وعلى غيرهم الرجوع إلى كتاب الله, وإلى سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -, وأن يسيروا على ما كان عليه النبي وأصحابه هذا هو الهدى, هذا هو الصراط المستقيم ما سار عليه النبي وأصحابه هو الصراط المستقيم, لا يجوز لأهل التصوف ولا غيرهم أن يتركوا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأن يحدثوا طريقاً آخر لا ، الباب موقوف باب العبادة توقيفي, ليس لأحد أن يحدث شيئاً من دين الله عز وجل ولهذا يقول الله سبحانه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ روى الإمام أحمد وغيره, ومحمد بن ناصر المروزي في كتاب السنة, وجماعة آخرون بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: (خط الرسول خطاً مستقيماً فقال: هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال: هذه السبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه) هكذا هذه السبل التي أحدثها الصوفية وأشباههم كلها من الشياطين, كلها طرق دعا إليها الشيطان , فالواجب الحذر, والشياطين قسمان صنفان: شياطين الإنس, وشياطين الجن وكل من خرج عن طريق الله وتمرد عن شرع الله فهو من الشياطين, فشياطين الإنس من جنس دعاة الشرك من الصوفية وغيرهم هم شياطين الإنس, وشياطين الجن كثيرون, فالواجب الحذر من شياطين الإنس والجن, وكل من دعا إلى غير الله أو دعا إلى البدع فهو من شياطين الإنس, وإن كان من الجن فهو من شياطين الجن, فالواجب على هؤلاء الذين ذكرهم السائل في الجنوب أو في غير الجنوب في أي مكان الواجب عليهم التوبة إلى الله والرجوع إلى الله, والاستغفار مما فعلوا والندم على ذلك، وأن يجددوا دينهم، وأن يسلكوا ما سلكه الرسول وأصحابه، أن يسلكوا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم –, وطريق أصحابه الذي سار عليه التابعون إليه بإحسان من الاستقامة على دين الله, وعبادة ما شرع الله-سبحانه وتعالى- وترك البدع رفق الله الجميع للهداية والتوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً ونفع بعملكم