هل صحيح أن من لم يقض ما فاته من الصلاة والصيام سيقضيها على بلاط جهنم

رجل بلغ من العمر خمسةً وخمسين عاماً، ولم يكن يصلي ولا يصوم، فسأل هذا شخصاً، فأجابه قائلاً: عليك بقضاء ما فاتك من صلاة وصيام، وإن لم تقض ما فاتك سوف تصلي على بلاط جهنم، هل ما قيل صحيح، وبم ترشدون هذا الرجل؟

الإجابة

الواجب عليه أن يتوب إلى الله وليس ما قيل له صحيح، من تاب، تاب الله عليه، فليس عليه قضاء، عليه أن يتوب إلى الله مما ترك من الصلاة والصيام ويكفي ذلك التوبة تجب ما قبلها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النور، فالكافر إذا تاب ليس عليه قضاء، ما عليه إلا الاستقبال أن يستقبل أمره بالعمل الصالح بتقوى الله، وطاعة الله، وأداء حقه وترك محارمه، أما إذا كان المسلم ترك الصيام مو الصلاة، ترك الصيام، أوترك الزكاة يقضي، لأنه مسلم، أما إذا ترك الصلاة فهو كافر، ترك الصلاة كفراً أكبر، والكافر عليه أن يتوب توبة جديدة، ولا يقض ما فاته، ليس عليه قضاء ما مضى من زكوات في حال كفره، أو صلوات في حال كفره، أو صيام في حال كفره، لا، لا يقضي؛ لأن كفره أعظم، فإذا تاب إلى الله، فإنه يستقبل الزمن، يستقبل بالعمل الصالح، والتوبة تجب ما قبلها، ما قبلها؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر الذين أسلموا أن يقضوا، والصحابة لم يأمروا المرتدين أن يقضوا، لما ارتد جماعة من الناس في عهد الصديق، قاتلهم الصديق وقاتلهم الصحابة وكان منهم بعضهم ولم يؤمروا بالقضاء.