قراءة الفاتحة على المأموم

هل أقرأ سورة الفاتحة إذا كنت مأموماً أم لا؛ لأن بعض الشيوخ يقولون: يجب الاستماع والإنصات لقراءة القرآن الكريم والفاتحة أولى؛ لأن الفاتحة أم القرآن، والله - سبحانه وتعالى - يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]. فوجب الاستماع والإنصات سواء في الصلاة أو في غير الصلاة؛ لأن الذي يقول آمين كأنه يدعو، مثل قوله تعالى: قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا [يونس:89]، وهارون - عليه السلام - كان يقول: (آمين) فقط، وبعض الشيوخ يقولون: يجب قراءة الفاتحة للإمام وللمأموم؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). ما هو التطبيق بين القرآن والحديث؟ أفيدونا بأدلة كاملة، جزاكم خيراً؛ لأن الأولين يقولون: حديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). للإمام والمنفرد فقط لا للمأموم؟

الإجابة

هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم - رحمهم الله - فمنهم من قال أن المأموم ليس عليه قراءة الفاتحة كما أخبرك هؤلاء الذين أخبروك ، وقالوا إن عليه أن ينصت في حال الجهرية، وأنه يتحمل عنه الإمام القراءة حتى في حال السرية. وبعضٌ آخر من أهل العلم قالوا أنه يقرأ في حال السر ولا يقرأ في حال الجهر ، بل يستمع وينصت للآية الكريمة التي تلوت، وهي قوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [(204) سورة الأعراف]. ولحديث: (إذا قرأ الإمام فأنصتوا). والقول الثالث أنه يلزمه أن يقرأ الفاتحة في السرية والجهرية جميعاً، للحديث الذي ذكرت وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟). قلنا : نعم! قال: (لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها) أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي وجماعة بإسناد جيد وله شواهد. وهذا القول أصح، أصح الأقوال الثلاثة، وأن المأموم يقرأ الفاتحة في السرية والجهرية مع إمامه، ثم ينصت ، ويكون هذا الحديث وما جاء في معناه مخصصاً للآية الكريمة: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا هي عامة والحديث يخصها، والقاعدة الشرعية أن الخاص يقضي على العام ويخصه، وبهذا تعلم أنه لا معارضة بين الحديث والآية، فالآية عامة والحديث في قراءة الفاتحة للمأموم خاص، والخاص يحكم به على العام ويقضى به على العام ، فنصيحتي لك ولكل مسلم أن يقرأ خلف الإمام الفاتحة مطلقا في الجهرية والسرية ، ثم ينصت بعد قراءة الفاتحة ، ينصت لإمامه، وإذا كان للإمام سكوت قرأ في حال السكوت، وإن كان ما له سكوت قرأ ولو كان إمامه يقرأ ، فإذا فرغ من الفاتحة أنصت لإمامه - وفق الله الجميع -.