حكم من أعان على تسليم الأخت (كاميليا شحاتة)

السؤال: ما حكم من أعان أو شارك بأي نوع من المشاركة أو الإعانة في تسليم الأخت (كاميليا شحاتة زاخر) زوجة الكاهن المصري (تداوس سمعان) للكنيسة المصرية بعدما أسلمت وحسن إسلامها، كي يفتنوها عن دينها، ويردوها عن الإسلام، فما حكم هذا العمل؟ وما واجب المسلمين تجاه قضية هذه الأخت؟ وهل لو استطاع أحد من المسلمين أن يستخدم القوة لفك أسرها، فهل يجوز له ذلك؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله؛ إن من أوجب الواجبات نصرة المسلم لأخيه المسلم وأخته المسلمة على من بغى وظلم، ولا ريب أن من أعظم البغي والظلم صد المسلم عن دينه وحمله على الردة، وهذا ما كان يفعله الكفار من اليهود والنصارى والمشركين فيمن يدخل في الإسلام من ذويهم، ولكن من لطف الله ورحمته أن من ابتلي بالإكراه على الكفر، فله رخصة أن يظهر الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان، {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ وَلٰكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ } [النحل:106]، ومن أقبح التعاون على الإثم والعدوان الإعانةُ على تسليم المسلم أو المسلمة للكفار، ومن فعل ذلك فأقل أحواله أنه فاسق قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وقد أجمع العلماء على وجوب فكاك أسرى المسلمين لدى الكفار من النصارى وغيرهم بكل ما يستطاع من الفداء وغيره كالمفاوضات والمحاكمات.

وأما افتكاك الأسير أو الأسيرة بالقوة فهذا موضع اجتهاد؛ ينظر فيه إلى الإمكانات والآثار المترتبة فيجب التبصر في ذلك، ولا يُحكَّم مجردُ الغضب والغيرة من غير تدبر ولا روية، فيستعان في ذلك بأهل العلم والبصيرة -نسأل الله أن يفك أسرى المسلمين، وأن يخلص هذه الأخت من أيدي المتسلطين الظالمين-، ومن المعلوم أن منع الكافر من الدخول في الإسلام باطل في الشريعة بل حتى في القوانين الدولية المعاصرة المعبر عنها بحرية الاعتقاد. فيجب على العلماء والقانونيين أن يقوموا بواجبهم في هذا الشأن نصرة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ووفاء بحق المسلم على المسلم. والله أعلم.
12-10-1431ه 21-9-2010

المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك