كيف كانت صفة زواج الصحابة رضي الله عنهم، وكيف نستطيع أن نعمل عرساً على طريقتهم في ...

السؤال: كيف كانت صفة زواج الصحابة رضي الله عنهم، وكيف نستطيع أن نعمل عرساً على طريقتهم في هذه الأيام؟

الإجابة

الإجابة: الصحابة رضي الله عنهم أقل الناس كلفة، وهم بعيدون كل البعد عن التكلف، فكان الواحد منهم إن طلب امرأة هو الذي يحدد مهرها.

فمن السنة أن يحدد المهر الزوج وليس ولي أمرها، وعلى ولي الأمر أن يتأكد من دينه وخلقه، وإن كان ولي الأمر أراد أن يبيع ابنته فليطلب هو المهر، وأما إن كان يريد أن يشتري الرجال، فيقول: "أنا قبلتك لدينك ولخلقك وأنت الذي تحدد المهر".

ثم بعد ذلك: الرجال لا يعرفون الغناء ولا يعرفون الرقص، وهذا للنساء، فمن السنة أن يحصل الغناء عند النساء من غير أن يسمع الرجال، ومن غير خلطة الرجال، بل علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار لما زفت امرأة إلى رجل منهم فقال: "هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني"، قالت عائشة: تقول ماذا؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم *** فحيونا نحييكم لولا الذهب الأحمر *** ماحلت بواديكم لولا الحنطة السمراء *** ما سمنت غداريكم

فالنبي صلى الله عليه وسلم علم النساء كيف يغنين، فالنساء يغنين فيما بينهن ولا حرج، لكن يغنين بكلمات لا تتنافى مع الحشمة والخلق، بخلاف كلام الفسقة والفجرة، مما يلقى ويذاع عبر وسائل الإعلام.

أما الرجال فلا يعرفون الاجتماع في أعراسهم إلا على الوليمة فالمسلم إن فرح وأراد أن يظهر فرحه يطعم من يحب، وقال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة: "لم يكن رجال السلف الصالح يجتمعون في أعراسهم إلا على الوليمة، فلم يكونوا يعرفون ضرب الكف بالكف، ولا ضرب الكف بالدف، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال".

ومن السنة أن يكون الاجتماع على الطعام بعد أن تزف العروس إلى عريسها وليس قبل، فبعد أن يحصل الاجتماع بين العروسين يدعي الزوج أو ولي أمره الناس على طعامه وفي هذا الطعام، ومعنى تقديم الطعام الحبور، وتمام السرور في قبول هذه الزوجة، وأنها على خلق وأنها على خير.

هذا باختصار حال السلف الصالح في زواجهم، بعيداً عن الكلفة والتعقيد، لأنهم يعلمون أن الزواج هو سترة على الزوجة، كما أنه سترة على الزوج، وحقيقة إن لم نهتدي بهديهم ونقتدي بما يفعلون في زواجهم، فإن العنوسة كما نرى اليوم ستكون، لا يكاد يخلو منها بيت، فالسعيد من يسر، فأكثر النساء بركة أقلهن مهراً، ففرق بين أن ينظر الزوج إلى زوجته ويتذكر سهولة والدها ويسره فيهنأ بهذه الزوجة، ففرق بين هذا وبين من كلما نظر إليها تذكر ديونه وهمومه، فهذا لا بد أن ينعكس على الزوجة، فالصورة الأولى كريمة وتكون البركة في حياتها، أما الثانية مظهرية كذابة جوفاء، كما هو شعار كثير من الناس إلا من رحم الله التي هي مظاهر دون حقائق ودون أخلاق، ودون ديانة، نسأل الله العفو والعافية.