نصيحة لمن يدعو لحلق الذقن

السؤال: نصيحة لمن يدعو لحلق الذقن

الإجابة

الإجابة: من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم رئيس تحرير جريدة عكاظ حفظه الله، سلام عليكم رحمة الله وبركاته، وبعده:

فقد نشر في العدد الصادر بتاريخ 18 شعبان سنة 1393 ه من جريدتكم في صفحة: "مجتمعنا" كلمة قصيرة بعنوان: "الإهمال تدمير للحياة الزوجية"، وقد جاء فيها: "وبالمثل قد يصيب الإهمال الرجل الزوج فلا يحلق ذقنه يوم العطلة فيبدو رثاً مهلهلاً مكتئباً".

وبما أن هذا قول منكر، ودعوة إلى مخالفة السنة النبوية، تنشر علناً في صحيفتكم، رأيت أن من الواجب الكتابة لكم؛ نصحاً لكم وللمسلمين، وحذراً من العقوبة.

ومعلوم لكل عاقل ذي بصيرة أن خير القرون قرن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن في ذلك القرن من يحلق ذقنه من الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وامتثالاً لأمره حيث قال: "جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس" (أخرجه مسلم في صحيحه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: "قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين" (متفق على صحته)، وحذرا من الوقوع في مخالفته صلى الله عليه وسلم، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولكنه التقليد الأعمى لأعداء الله، والزهد في تعاليم الشريعة السمحة جعل الكثير من الناس يقع في استبدال الذي هو شر بالذي هو خير، ولم يقتصر ذلك على وقوعه في المحذور بمفرده، بل تعدى ذلك إلى نشر الدعوة إليه، كما جاء في جريدتكم، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".

فالواجب عليكم الحذر من نشر كل ما لا تقره الشريعة، والحرص على نشر هديها وتعاليمها، وأن تكون جريدتكم مفتاح هدى ودليل رشد، ولم أعلم بما ذكر إلا في 5/1/1394 ه، ولهذا تأخر التنبيه.

وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وهدانا جميعاً صراطه المستقيم، وأعاذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد العاشر.