صلاةِ التَّراويح خلْفَ من يُسبِّح بين التَّسليمتَين

السؤال: ما حُكْمُ صلاةِ التَّراويح خلْفَ إمامٍ يُسبِّح بين التَّسليمتَين؟

الإجابة

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا بأْسَ لِمن يصلِّي التَّراويح أن يدعُوَ اللهَ أو يقرأَ القُرآن، أو يذكُر الله تعالى ولكنْ من غيْرِ تَخصيص سورٍ، أو آياتٍ، أو ذِكْرٍ معيَّن بين الرَّكعات؛ كالتَّسبيح، ومن غيْر أن يكونَ الذِّكْر بصوتٍ واحدٍ، أو الإمام يقول والمأمومون يردِّدون خلْفه؛ لأنَّه لَم يرِدْ شيءٌ من ذلك في السُّنَّة، والأصلُ في العبادات التَّوقيف، قدرًا وكيفًا، وزمانًا ومكانًا.

ومن ذلك التَّسبيح بعد كلِّ ركعتَين أو أربعٍ؛ لأنَّ الأصْلَ في تَخصيص ذِكْرٍ مُعيَّن، في موضعٍ معيَّن - المنْعُ إلا بدليل؛ وقد صلَّى النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم التَّراويحَ عدَّة ليالي، وكذلك الصَّحابة من بعدِه، ولا يُحفظ عنهُم ذِكْرٌ معيَّن بعد كل تسليمةٍ أو تسليمتَين، ولو فعلوا لنُقِل؛ لتوافُر الهِمم على نقْلِها، فعدَم نقْلِ العُلماء للتَّسبيح بين ركعات التَّراويح، عن النَّبيِّ أو الصَّحابة ومَن بعدَهم -من القرون الخيريَّة- دليلٌ على عدَم الفِعْل.

وخيرُ الهدْيِ هدْيُ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ثُم اتِّباع الصَّحْب الكرام رضي الله عنهم؛ قال ابن الحاج في "المدخل": "فصلٌ في الذِّكْر بعد التَّسليمتَين من صلاةِ التَّراويح، وينبغي له أن يتجنَّب ما أحدثوه من الذِّكر بعد كلِّ تَسليمتَين من صلاة التَّراويح، ومن رفْع أصواتِهم بذلك، والمشْي على صوت واحد؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدع، وكذلك ينهَى عن قول المؤذِّن بعد ذِكْرِهم بعد التَّسليمتَين من صلاة التراويح: "الصلاةَ يرحمكم الله"؛ فإنَّه مُحْدث أيضًا، والحدثُ في الدين ممنوعٌ، وخير الهدْيِ هدْيُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم ثُمَّ الخُلفاء بعدَه، ثم الصحابة رضوان الله عليْهِم أجمعين ولم يُذْكَرْ عن أحدٍ من السَّلف فعلُ ذلك، فيسعُنا ما وسِعَهُم". اه.

أمَّا الصَّلاة خلف مُرتكِب تلك البدعة، فالواجبُ عليْكم نُصْحُ الإمام بالحكمة واللِّين، مع بيان مُخالفة فعْلِه لهدْيِ القُرون الخيريَّة المأمور باتِّباعها، فإن أصرَّ على فعلَتِها تُرِكَ الصلاة خلفه من باب النهي عن المنكر ولتبحثوا عن إمام آخر يطبق السنة، فإن لم تجدوا جاز لكم الصلاة خلفه،، والله أعلم.