الزواج من الفتاة التي لا تصلي

هل إذا أحببت فتاة مسلمة ولكن لا تصلي إلا بعض المرات، ووجدت فيها هذا العيب وعيوباً أخرى بعد محبتي لها، فهل بالفعل أحشر معها؟ وبالرغم من محاولاتي الكثيرة طيلة ثلاث سنوات أن أرشدها إلى الصواب بأسلوب غير مباشر مثل إعطائي لها الكتيبات أو بعض الأشرطة وغير ذلك، أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً في حكم علاقاتي معها؟

الإجابة

الواجب نصيحتها ، وتوجيهها إلى الخير، وإخبارها بأن الصلاة عمود الإسلام ، وأنها فرضاً على الذكور والإناث ، وأنها أحد أركان الإسلام الخمسة ، بل هي أعظم الأركان بعد الشهادتين ، فإن استجابت واستقامت فالحمد لله وإلا وجب عليك هجرها وترك محبتها ، وإذا بقيت على محبتها مع تركها الصلاة حشرت معها يوم القيامة ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (المرء مع من أحب). قال له رجل: يا رسول الله: المرء يحب قومه ولما يلحق بهم؟ قال: (المرء مع من أحب). وجاءه رجل فقال يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ماذا أعددت لها؟). قال: حب الله ورسوله ، قال: (أنت مع من أحببت). فالحاصل أنها إذا استقامت وصلت فالحمد لله وإلا فالواجب هجرها وعدم مصاحبتها وعدم محبتها ، بل يجب بغضها في الله حتى ترجع إلى الصواب ، وهكذا غيرها من الناس من أخٍ أو عمٍ أو ولد ٍأو غير ذلك يبغض في الله ، وهكذا الزوج ، وهكذا غيرهم ممن يتظاهر بالمعاصي يبغض في الله على قدر معصيته ، وإن كان كفراً صار بغضه أشد ، يبغض في الله لكفره ، وتركه للصلاة ، أو سبه الدين ، أو استهزائه بالدين ، وإذا لم يتب يهجر إلا الأبوين ، فالأبوان لهم حق خاص ، لا يهجران ، لكن ينصحان ؛ لأن الله - سبحانه - قال في حق الولد إذا كان أبواه كافرين ، قال له - جل وعلا -: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [(15) سورة لقمان]. فالوالدان لهم حق عظيم ولو كانا كافرين ، فعلى الولد أن يصحبهما بالمعروف ، وأن يحسن إليهما ، وإذا كانا فقيرين أنفق عليهما مع الدعوة ومع التوجيه ومع الإحسان لعل الله أن يهديهما بأسبابه.