لا يصلي ولا يصوم ويسب الدين

يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي، ورأيته بنفسي يلعب القمار، ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين، وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلما أنكرت هذا العمل الشنيع، ادعى مؤيدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر أما في باطنه فهو مؤمن، فما حكم الشرع في مثل هذا

الإجابة

هذا زنديق وليس بمؤمن، بل مثل هذا من أولياء الشيطان، فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، قال الله سبحانه: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (62-63) سورة يونس. هكذا في سورة يونس، فهذه صفة أولياء الله، الإيمان والتقوى في الظاهر والباطن، وقال عز وجل: ..وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ.. (34) سورة الأنفال، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما أوليائي المؤمنون) فأولياء الله، وأولياء رسوله صلى الله عليه وسلم هم المؤمنون، هم أهل التقوى، فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم، وبسب الله ورسوله، هذا ليس من أولياء الله، بل هو من أولياء الشيطان، والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مثل هذا أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإن تارك الصلاة كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما ساب الله ورسوله فهذا يقتل من غير استتابة عند جمع من أهل العلم، لأن جريمته عظيمة، وقال قوم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل. فالحاصل أن هذا الرجل وأشباهه ليس من أولياء الله ولكنه من أولياء الشيطان، والذين يناصرونه ويذبون عنه، ويقولون إنه في الظاهر هكذا وإلا فهو في الباطن مؤمن هؤلاء من جنسه، هؤلاء خبثاء من أولياء الشيطان، وهم من أنصار الشر والفساد، وهذا من شأن بعض الصوفية المخذولين، فيجب التنبه لهذا، وقد قال العلماء رحمة الله عليهم -علماء السنة قالوا فيمن يدعى له الولاية قالوا-: لو طار في الهواء أو مشى على الماء فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر في أعماله وحتى يوزن بميزان الشريعة، فإن استقام أمره في ميزان الشريعة وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله، كاف عن محارم الله ورسوله فهذا هو المؤمن وهو الولي، وإن رؤي منه ما يدل على فسقه واقترافه للمحارم أو تضييعه للواجبات فهذا دليل على أنه من أولياء الشيطان وليس من أولياء الله، كما نص على هذا الشافعي رحمه الله تعالى وأحمد وغيره من أهل العلم. فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان، والواجب على من عرف ذلك أن يرفع بأمره إلى ولاة الأمور حتى يعاملوه بما يجب من استتابه وقتله إن لم يتب، أو بقتله مطلقاً إذا كان يسب الله ورسوله، فإن جمعاً من أهل العلم يرون أنه يقتل من غير استتابة، نسأل الله العافية.