طرق الصوفية

سؤالي عن بعض الطرق الصوفية التي تنتشر في بلادنا، ويقول العلماء: يجب على كل مسلم أن يسلك طريقة صوفية معينة وإلا فهو على ضلالة من أمره، ويقولون: (من ذاق عرف، ومن لم يذق انحرف)، أي: ما ذاق الإيمان عن طريق الصوفية، وكما يوجد رجل يُقال له خليفة رسول الله صلى ا

الإجابة

الواجب على كل مسلم أن يسلك طريق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي درج عليه أصحابه -رضي الله عنهم- ثم سلف الأمة من التابعين وأتباعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم، هذا هو الواجب. أما الطرق التي أحدثها الناس ويسمونها الطرق الصوفية هذه لا يجب سلوكها ولا يجوز سلوكها ولا يلزم أحداً سلوكها، لا نقشبندية ولا قادرية ولا تيجانية ولا خلوتية ولا شاذلية ولا غير ذلك، جميع الطرق لا يجب سلوك شيء منها لأنها محدثة، قد سار الصحابة قبلها على ما عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تحدث هذه الطرق، وهكذا من بعدهم من أئمة السلف، أفكانوا خاسرين لأنهم ما سلكوها؟!! كانوا ناجحين وكانوا سعداء وكانوا هم على الحق والطريق القويم وعلى صراط الله المستقيم، فأنت يا عبد الله قدِّر نفسك معهم، وأنت كأنك موجود قبل هذه الطريقة، فهل يضرك عدم التزام هذه الطريقة؟!، هذه مما أحدثها الناس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) يعني مردود، وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فلا يلزمك أن تسلك الطريقة النقشبندية أو التيجانية أو القادرية أو الشاذلية أو البرهانية أو غير ذلك. عليك أن تسلك طريق محمد عليه الصلاة والسلام، طريق سلف الأمة، بأن تعبد الله وحده وتستقيم على دينه، وتحافظ على الصلوات الخمس، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام مع الاستطاعة، تبر والديك، تصل أرحامك، تحفظ لسانك عما حرم الله، تحفظ جوارحك عما حرم الله، تجتهد في ذكر الله وطاعته والتقرب إليه بأنواع الطاعات، بصلاة النافلة وصوم النافلة والصدقات والإكثار من ذكر الله والاستغفار، ولا تلتفت إلى هذه الطرق التي أحدثها الناس، وتنصح إخوانك أن يتجنبوها، ما كان فيها من خير ووافق شرع الله يؤخذ وما كان فيها من شيء جديد يترك، يقول مالك رحمه الله بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه يقول: (لن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) وهكذا قال العلماء جميعاً مثل قوله، لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به الصحابة ومن بعدهم، إلا بالسير على طريق محمد عليه الصلاة والسلام، والتمسك بصراط الله المستقيم الذي قال فيه جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام، وقال عز وجل في سورة الفاتحة: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) (5-6) الفاتحة، فهذا هو الصراط المستقيم هو دين الله هو الإسلام وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأعمال والأقوال هو الصراط المستقيم، وهو صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهم أهل العلم والعمل الذين عرفوا دين الله وعملوا به، هذا هو الصراط المستقيم أن تعرف دين الله وأن تتفقه في دين الله من القرآن والسنة وأن تعمل بذلك على النهج والطريق الذي سلكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسلكه أصحابه - رضي الله عنه - وأتباعهم بإحسان. وإياك أن تترك ذلك من أجل قول الشيخ فلان أو الشيخ فلان الشيخ فلان، ويقولون: من لا شيخ له فالشيطان إمامه أو شيخه! كل هذا باطل، لكن أهل العلم يستعان بكلامهم ويستفاد من كلامهم في تفسير القرآن تفسير السنة في بيان الأحكام لكن لا تقدم آراؤهم المخالفة لشرع الله على ما قال الله ورسوله، كتب العلماء المعروفين بالسنة والاستقامة هؤلاء يستفاد من كلامهم وينظر في كتبهم سواءٌ كانت من كتب الشافعية أو الحنفية أو المالكية أو الحنبلية أو الظاهرية أو كتب أهل الحديث المتقدمين كل هؤلاء يستفاد من كتبهم وينظر فيها ويستعان بها على فهم كلام الله وفهم كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويدعى لهم ويترحم عليهم لفضلهم وعلمهم، لكن لا يجوز لأحد أن يقول بالطريقة التي أحدثها فلان أو فلان هي الطريقة المنجية وما عداها فهو خطأ، لا، الواجب عليك أن تتبع طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة) التي سارت على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية الترمذي: قيل: يا رسول الله من؟ قال: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي)، فالذين ينجون عند الافتراق وعند التغير هم الذين سلكوا مسلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وساروا على نهجه واتبعوا صحابته فيما كانوا عليه، هؤلاء هم الناجون، فعليك بلزوم هذا الطريق، لزوم طريق أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم من أئمة الإسلام كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة الإسلام، وكن على طريقهم الطيب، وما اختلف فيه الناس أو تنازع فيه الناس من بعض المسائل فإنه يرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، فما وافق كتاب ربنا أو سنة نبينا وجب الأخذ به والسير عليه، وفي كلام أهل العلم ما يعينك على ذلك إذا نظرت فيه وتأملته رحمة الله عليهم.