النذر للأئمة

منذُ مدةٍ صادفتني مشكلة فنذرت نذراً لأحد الأئمة إن انحلت هذه المشكلة، وقد علمت أنه لا يجوز النذر لغير الله، علماً أن المكان الذي فيه الإمام بعيدٌ عني، فهل يجوز أن أدفع هذا النذر للفقراء أو أكفر عنه؟ أفيدوني حفظكم الله.

الإجابة

هذا النذر باطل، هذا النذر باطل، لأنه عبادة لغير الله، وعليك التوبة إلى الله من ذلك، والرجوع إليه والإنابة والاستغفار والندم. النذر عبادة، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ (270) سورة البقرة. يعني سيجازيكم عليه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصِ الله فلا يعصه)، فهذا النذر باطل، الذي نذرت للأئمة للأموات لعلي أو للحسين أو الشيخ عبد القادر أو غيرهم نذرٌ باطل، وهكذا النذور لغير هؤلاء كالنذر للبدوي أو للسيدة زينب أو للسيدة نفيسة أو غير ذلك كله باطل، وهكذا النذر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- باطل أيضاً، النذر لا يجوز إلا لله وحده لأنه عبادة، فالصلاة والذبح والنذر والصيام والدعاء كله لله وحده - سبحانه وتعالى -، كما قال الله- سبحانه وتعالى -:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) سورة الفاتحة، وقال- سبحانه وتعالى-:وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه)، يعني أمر أن لا تعبدوا إلا إياه، وقال - سبحانه وتعالى -: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) سورة غافر، وقال - عز وجل -: فلا تدعوا مع الله أحداً. فالعبادة حق الله، والنذر عبادة، والصوم عبادة، والصلاة عبادة، والدعاء عبادة، والذبح عبادة، فيجب إخلاصها لله وحده، فهذا النذر الباطل ليس عليك منه شيء لا للفقراء ولا لغيرهم، بل عليك التوبة والاستغفار وليس عليك الوفاء بهذا النذر، لكونه باطلاً وشركاً، وعليك بالتوبة الصادقة والعمل الصالح وفقك الله وهداك لما فيه رضاه، ومنَّ عليك بتوبة نصوح.