هل الاستخارة في كل شيء ؟

السؤال: قرأت في موقع الشيخ المنجد عن صلاة الاستخارة: المطلب الخامس : مَتَى يَبْدَأُ الاسْتِخَارَةَ ؟ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَخِيرُ خَالِيَ الذِّهْنِ , غَيْرَ عَازِمٍ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ , فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ : " إذَا هَمَّ " يُشِيرُ إلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ , فَيَظْهَرُ لَهُ بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَا هُوَ الْخَيْرُ , بِخِلَافِ مَا إذَا تَمَكَّنَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ , وَقَوِيَتْ فِيهِ عَزِيمَتُهُ وَإِرَادَتُهُ , فَإِنَّهُ يَصِيرُ إلَيْهِ مَيْلٌ وَحُبٌّ , فَيَخْشَى أَنْ يَخْفَى عَنْهُ الرَّشَادُ ; لِغَلَبَةِ مَيْلِهِ إلَى مَا عَزَمَ عَلَيْهِ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْهَمِّ الْعَزِيمَةَ ; لأَنَّ الْخَاطِرَ لا يَثْبُتُ فَلَا يَسْتَمِرُّ إلَّا عَلَى مَا يَقْصِدُ التَّصْمِيمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَيْلٍ . وَإِلا لَوْ اسْتَخَارَ فِي كُلِّ خَاطِرٍ لاسْتَخَارَ فِيمَا لا يَعْبَأُ بِهِ , فَتَضِيعُ عَلَيْهِ أَوْقَاتُهُ . " فهل يُشرع أن يصلي الموظف صباح كل يوم صلاة استخارة، يستخير الله تعالى فيها إن كان في ذهابه لعمله خيراً له أم لا ؟

الإجابة

الإجابة: كلا لايشرع أن يستخير كل يوم صباح للذهاب إلى عمله ، إنما الاستخارة تكون فيما سيقدم عليه المستخير من الشؤون التي لها خطر وهو في حال من الحذر من عاقبتها وليس في كل شيء في الحياة والله أعلم.

تفضلتم بالقول "وليس في كل شيء في الحياة ". فأرجو أن توضحوا بارك الله فيكم تفسير قول جابر بن عبدالله رضي الله عنهما "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن" [البخاري 7/162]
المقصود الأمور ذات الشأن التي يكون الإنسان في حذر من عاقبتها ، والدليل واضح فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستخيرون في كل الأمور صفيرها وكبيرها ، ولو أخذنا الحديث على أن المعنى : الكلية المطلقة لكل ما يصدق عليه اسم الأمر ، لكان فعل الاستخارة متعذر أصلا ، ولأدى ذلك إلى القول بأن الإنسان يشرع له الاستخارة كلما أراد الخروج من بيته ، وكلما اراد شراء حتى الخبز كل يوم ، وكلما أراد أن يأتي أهله ، وكلما أراد أن يبيع شيئا ، وكلما أراد أن يغرس غرسا ، وكلما أراد أن ينقل سريره من مكان إلى مكان في بيته، أو يقوم من مجلس إلى مجلس ، .. الخ ، وهذا لايقول بمشروعيته أحد فيما أعلم ، فلابد على كل حال من التقييد في معنى ( في الأمور كلها ) الواردة في الحديث ، وذلك مثل ما ذكره المفسرون في تقييد ( تدمر كل شيء ) ، فلم تدمر تلك الريح الأرض والسماء ، ولكن كل شيء يمكنها تدميره في القرية فكذلك هنا في معنى ( الأمور كلها ) فتكون الاستخارة للسفر ، وللزواج ، ولشراء الدابة أو السيارة مثلا ، أو البيت ، ولاختيار الوظيفة ، ولمثل هذه الأمور ذات الشأن التي يكون مخيرا بين فعلها وتركها ، أوبين أنواع منها ، ويحذر عاقبة ما يختار ، فيفوض أمره إلى ربه، والله أعلم.