حكم مَنْ يُكْثِر مِن الحلف بالله

السؤال: حكم من يكثر من الحلف بالله وبصيغ كثيرة مثل: والله الذي لا إله إلا هو، وغيرها من الصيغ.. فهل هذا الإكثار منهي عنه من باب قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} [البَقرَة: 224]؟

الإجابة

الإجابة: لا شك أن كثرة الحلف تؤدي إلى التهاون بقدر الرب تعالى وبأسمائه وصفاته؛ فإن الحالف بالله معظم له على ذلك الأمر، فمتى كان كاذباً فإنه تنقَّصَ أسماء الله تعالى ولم يحترمها، وذلك ينافي كمال التوحيد. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ بِاللهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ" (1)، وقال أيضاً: "وَلا تَحْلِفُوا بِاللهِ إِلا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ" (2).

وورد الوعيد في كثرة الحلف؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ" (3)، وغير ذلك من الأحاديث التي ذكر بعضها في (كتاب التوحيد) وشرحه: (فتح المجيد)، ولا شك أن الآية المذكورة في السؤال تدل على احترام أسماء الله تعالى؛ أي: لا تجعلوا الله تعالى عرضة لأيمانكم تحلفون بها دائماً دون تثبت، والله أعلم.



موقع الآلوكة.
(1) جزء من حديث أخرجه: ابن ماجه (2101)، والبيهقي في (الكبرى) (20512)، وقال البوصيري في (مصباح الزجاجة) (2/133): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
(2) أبو داود (3248)، والنسائي (3769)، وابن حبان في صحيحه (4357). وصححه الألباني كما في (صحيح أبي داود) (2784).
(3) مسلم (106).