واجب الإنسان في المسائل الخلافية

إذا اختلفت أقوال العلماء في حكم مسألة ما، فمنهم من قال: مكروه. ومنهم من قال: حرام. ومنهم من قال: لا يجوز. فهل أحسن القول في هذه الأحكام هو الحرام، وهل هذا دائماً، وإذا اختلفوا على مسألة بأنها جائزة مستحبة لا بأس بها، فهل الأحسن القول: هو الاستحباب، وهل هذا دائماً؟

الإجابة

هذا فيه تفصيل على المستمع أو على المستفتي أن ينظر في الأمر ويتحرى من هو أقرب إلى الخير, والعلم, والفضل, وأقرب إلى إصابة الحق حتى يأخذ بفتواه, وإذا احتاط هذا يقول حرام, وهذا يقول ليس بحرام, واحتاط وترك ذلك هذا حسن، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ولكن إذا تيسر له أن يتحرى حتى يعرف من هو أكثر علماً, ومن هو أكثر ورعاً, ومن هو أقرب إلى الصواب حتى يأخذ بقوله حتى يطمئن قلبه، مثلما قال - صلى الله عليه وسلم -: (استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس وما اطمأن إليه القلب)، إذا اختلفت الفتوى فالمؤمن ينظر ويتأمل ولا يعجل ويتحرى من هو أقرب الناس إلى الإصابة من أهل العلم, والبصيرة, والورع, والذي يرجح في قلبه أنها أقرب إلى الخير وأقرب إلى إصابة الحق وهكذا في الاستحباب إذا اختلفوا هذا سنة أو مباح يتحرى, فإذا غلب على قلبه واطمأن قلبه إلى قول من قال أنه مستحب عمل عمل المستحب, وإذا اطمأن قلبك إلى أن مباح فقط عامله معاملة المباح، والمقصود من هذا كله أن المستفتي أو السامع ينظر ويتأمل ولا يعجل, وينظر حال المفتين وأحوالهم, وينظر ما هو أقرب إلى الخير من جهة ورعهم, ومن جهة تحريمهم الحق, ومن جهة سمعتهم الحسنة إلى غير ذلك.