الإجابة:
لا بأس أن تقوم بالإمامة وأن تأخذ ما خصص للإمام من بيت المال من
الإعانة؛ لأن هذا يعينك على طاعة الله.
هذا إذا لم يكن قصدك طمع الدنيا، وإنما قصدك ما عند الله سبحانه
وتعالى، وتقوم بهذه الإمامة رغبة في الخير، وتأخذ هذه الإعانة لأجل سد
حاجتك للتفرغ للإمامة؛ فهذا لا حرج فيه، بل هو من الإعانة على طاعة
لله عز وجلَّ، والعبرة بالمقاصد.
أما إذا كان قصد الإنسان طمع الدنيا، واتخاذ العبادة وأعمال الطاعة
وسيلة لتحصيل الدنيا؛ فهذا لا يجوز، وهو عمل باطل.
قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ
فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ في الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة هود: آية
15، 16].
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس وانتكس،
وإذا شيك؛ فلا انتقش) [رواه البخاري في صحيحه].
فلا يكون المؤمن في عمله وعبادته يقصد طمع الدنيا، وإنما يقصد وجه
الله سبحانه وتعالى، ويأخذ ما تيسر من الدنيا للاستعانة بذلك على طاعة
الله.