هل محمد أول المخلوقات؟

ورقة مصورة فيها ما لا يقل عن ثلاثة وعشرين دليلاً على أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام نور حسي ومعنوي، واستشهد ببعض الآيات وكثير من الأحاديث، هل أقرأ الآية والأحاديث سماحة الشيخ، أم ترون الإجابة عليها هكذا

الإجابة

قال الله تعالى: (( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ))[المائدة:15]، قد سمى الله تعالى نبيه نوراً في هذه الآية، فما المانع أن نقول هو نور، قال القرطبي في تفسيره: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ) أي: ضياء، قيل الإسلام، وقيل محمد عليه السلام، إذاً فمن قال النبي عليه الصلاة والسلام نور فإن له سلف في ذلك لا سيما القرآن الكريم. روى عبد الرزاق والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء، قال - صلى الله عليه وسلم -: يا جابر! إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره الحديث، وذكر ابن مرزوق عن علي رضي الله عنه........... هذا الحديث موضوع، حديث عبد الرزاق عن جابر موضوع وهو قول بأن محمد أول المخلوقات، وأنه نور من نور الله، هذا باطل، وهذا موضوع، وأما تسميته نوراً فهو نور عليه الصلاة والسلام، لا من أجل ذاته، إنما هو نور بما بعثه الله من الشرع والهدى، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، نور الإسلام ومحمد نور، كما قال جل وعلا: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فهو سراج منير بما بعثه الله من الهدى وقبل أن يبعث بالهدى ما كان نوراً كان من أعظم الناس، ليس فيه نور، وإن كان له مميزات في الجاهلية من الصدق والأمانة لكن لم يكن نوراً إلا بعد ما بعثه الله بالهدى ودين الحق فهو نور بما بعثه الله، لا في ذاته الحسية، ولكن بما بعثه الله من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح، وكان في البيت يصلي في البيت والبيت ليس فيه نور فيكون البيت مظلماً وليس فيه نور، كما قالت عائشة رضي الله عنها كان يصلي وأنا أبسط رجلي بين يديه فإذا سجد غمزني وإذا قام بسطتهما، قالت والبيوت ليس فيها يومئذٍ مصابيح، يعني ليس فيها نور، كان يلمسها بيديه لأنه ظلام، فالحاصل أنه لم يكن نوراً بمعناه الحسي وأنه كالسراج ينير في المحل المظلم، ويغني عن السراج في بيته، وإنما هو نور بما بعثه الله من الهدى والعلم النافع والعمل الصالح وشريعته العظيمة، وأما الحديث أنه نور من نور الله وأنه سبق المخلوقات فهذا خبر مكذوب، موضوع، وقد ألف في هذا بعض إخواننا المغاربة رسالةً بينت أنه موضوع وقد صدقنا عليها وأيدناها وأنه موضوع، وبهذا يعلم السائل وغير السائل من المستمعين أنه نور عليه الصلاة والسلام بما بعثه الله به من الهدى وهو سراج منير للأمة بما بعثه الله من الهدى وليس نوراً حسياً بلحمه ودمه، لا، هذا من جنس بني آدم، بشر من جنس بني آدم، ليس نوراً بجسمه ولحمه ولكنه نور بما بعثه الله من الهدى وبهذا لما كان في الغرفة التي فيها عائشة وهي مظلمة فلم تكن مضيئةً بسبب وجوده فيها عليه الصلاة والسلام، ولم يكن الناس يرونه في الأسواق المظلمة وهو نور عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه نور إنما هو بالمعنى، بما بعثه الله به من الهدى لا بذاته عليه الصلاة والسلام. إذاً نعرض عن بقية الآثار هذه؟ لا حاجة إلى ذلك، لأن هذا هو المعنى.