يقول الله - عز وجل - : وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة]. فما دمت لا تستطعين فليس عليك شيء، بل تكون هذه الذبائح في ذمتك ديناً ، فمتى استطعت ذبحت ما تيسر منها قربة إلى الله - عز وجل - ووزعتيه بين الفقراء، إذا كان قصدك إطعامه الفقراء، أو كان لا نية لك فإن هذه الذبيحة توزع بين الفقراء، متى تيسر لك ذلك، وما دمت عاجزة، فالله - جل وعلا - لا يكلفك ما لا تستطعين، يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [(16) سورة التغابن]. وإذا كان دين المخلوقين يؤجل لأجل العسر، فدين الله أولى لأنه - سبحانه وتعالى- أسمح وأقرب إلى العفو من المخلوق ، فلا حرج عليك حتى تستطيعي، فإذا استطعت فاذبحي ما تيسر حسب الطاقة ، ولا تعودي للنذر، في المستقبل، لا تنذري أبداً النبي عليه السلام نهى عن النذر وقال: (إنه لا يأت بخير، وإنما يستخرج به من البخيل). فالنصيحة لك أن لا تنذري في المستقبل. أما هذا النذر فعليك فيه تقوى الله، فما استطعت فاذبحي حتى تؤدي ما عليك من الذبائح، وما دمت عاجزة فالله - جل وعلا - عفو كريم ؛ كما قال سبحانه: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة].