الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أسأل الله تعالى لك شفاء عاجلاً غير آجل؛ وأن يجعل ما أصابك كفارة للذنوب والخطايا، أما بعد:
فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل والابتعاد عن مواطن الرِّيَب وبواعث الفتن، وأن تصوني سمعتك وعرضك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، واعلمي أنه لا علاقة للسحر ولا الجن بهذا الذي تتعرضين له من تحرش الرجال الذين لا خلاق لهم بك ومحاولتهم النيل منك، بل هؤلاء هم لصوص الأعراض الذين يبحثون على فريسة لهم في أي مكان أو زمان متى ما أنسوا منها غفلة أو سذاجة، والذي ينبغي لك عدة أمور:
أولها: المواصلة في اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الضر، وذلك بالإكثار من الدعاء مع استخدام الرقية الشرعية، وأحسني الظن به سبحانه.
ثانيها: واصلي في رقية نفسك بنفسك حتى تكوني من الداخلين في قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"، فلا تطلبي رقية من غيرك واستعيني بالله ولا تعجزي.
ثالثها: اعملي على مباعدة الرجال ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وهذا المشرف وأمثاله ممن لا يرجون لله وقاراً الابتعاد عنه واجب؛ لأنه هتاك للحرمات مجترئ على الأعراض، وحصولك على الشهادة ليس بواجب لكن حفظك لعرضك واجب؛ فإن أمكنك أن تستبدلي به غيره فافعلي وإلا فاتركي الدراسة عنده لأنه ليس بمأمون.
رابعها: الخلوة بالأجنبي حرام سواء كان مشرفاً أو غيره، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"، فليس الأمر معلقاً على الأفضلية، بل مسألة حلال وحرام، والله الموفق والمستعان.